المواقف السعودية من سورية
في سياق الثورة السورية، قامت المملكة العربية السعودية بدعم المعارضة السورية من خلال تقديم مساعدات مالية وعسكرية.
هذا الدعم شمل تدريب وتسليح الآلاف من المقاتلين السوريين في قوات المعارضة السورية.
كان الهدف من هذا الدعم هو المساعدة في هزيمة نظام الرئيس بشار الأسد وتوفير توازن ضد التنظيمات الجهادية المتزايدة في البلاد، في مراحل مبكرة من النزاع، قامت السعودية أيضًا بدعم فصائل معتدلة من الجيش السوري الحر، مثل الجبهة الثورية السورية، والتي كانت تحظى بدعم مالي من المملكة، ومنذ ذلك الحين، تغيرت الظروف بعد انسحاب الأمريكان من دعم المعارضة ودعمها لقوات سوريا الديمُقراطية، وأجريت محادثات بين السعودية والنظام السوري بشأن التطبيع الدبلوماسي. يُعتقد أن السعودية تسعى للعب دور رائد في إزالة التأثير الإيراني في المنطقة.
في سياق الثورة السورية، قامت المملكة العربية السعودية بتغيير موقفها من الثورة على مر الزمن. هذه بعض النقاط الرئيسية:
- الدعم المبكر، في المراحل المبكرة من النزاع، قامت السعودية بدعم فصائل معتدلة من الجيش السوري الحر.
- تغيير الظروف مع تطور النزاع وتصاعد التوترات الإقليمية، تغيرت الظروف. في أغسطس 2017، حيث أُبلغت المعارضة السورية وزير الخارجية السعودي أن المملكة كانت تنسحب من دعمها لهم. منذ ذلك الحين، اتخذت السعودية موقفًا أكثر تسامحًا تجاه نظام الأسد.
- التطبيع الدبلوماسي المحتمل، في السنوات الأخيرة، أُجريت محادثات بين السعودية والنظام السوري بشأن التطبيع الدبلوماسي.
باختصار، لقد تغير موقف السعودية من الثورة السورية بناءً على التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة.
ولهذا فإن تغير موقف السعودية من الثورة السورية يمكن أن يُعزى إلى عدة عوامل: - التطورات السياسية والاستراتيجية مع تطور النزاع في سورية وتصاعد التوترات الإقليمية، قد تغيرت أولويات السعودية. قد يكون للتطبيع الدبلوماسي المحتمل مع الحكومة السورية دور في تغيير الموقف.
- التحديات الداخلية والتي تؤثر على قرارات السياسة الخارجية للسعودية.
- التوجهات الإقليمية والعلاقات الإقليمية والتحالفات تلعب دورًا في تحديد مواقف الدول، خصوصا بعد انفتاح السعودية على روسيا بعد حرب اليمن، وصلحها مع إيران.
إن تغير موقف السعودية من الثورة السورية يعكس تفاعلًا مع التطورات المتعددة في المنطقة والعالم.
أعلنت المملكة العربية السعودية تعيين أول سفير لها في سوريا منذ أكثر من عقد. تم تعيين السفير فيصل بن سعود المجفل ليكون سفيرًا للمملكة في سوريا بعد نحو 12 عامًا على سحب الرياض سفيرها من دمشق وقطع العلاقات الدبلوماسية مع بداية الثورة السورية، هذه الخطوة تُعَدُّ تطورًا هامًا في تحركات الدول العربية نحو تطبيع العلاقات مع النظام السوري، الذي كان قد أُنذِر من قبل دول غربية وعربية عديدة بعد قمعه للاحتجاجات الشعبية ضده في عام 2011.
من الصعب تحديد مصلحة السعودية بشكل قطعي فيما يتعلق بالثورة السورية، حيث تعتمد على العديد من العوامل السياسية والاستراتيجية. هذه بعض النقاط التي يمكن أن تؤثر في مصلحة السعودية:
- التوازن الإقليمي، فالسعودية تسعى للحفاظ على التوازن الإقليمي والتأثير في الشؤون الإقليمية. وقد تكون مصلحتها في دعم الأطراف التي تراها مؤيدة لمصالحها.
- التحالفات والتوجهات الإقليمية: السعودية لديها علاقات مع دول أخرى في المنطقة، مثل روسيا وايران وتركيا واسرائيل، وقد تؤثر هذه العلاقات في موقفها من الثورة السورية.
- التهديدات الأمنية، فالنزاع في سورية يمثل تهديدًا أمنيًا للمنطقة بشكل عام. قد تكون مصلحة السعودية في الحد من التأثير الإيراني والتطرف في سورية.
- الأزمة الإنسانية واللاجئين، فالسعودية تهتم بالأزمة الإنسانية في سورية وتأثيرها على اللاجئين. قد تكون مصلحتها في العمل على تخفيف معاناة الشعب السوري وبالتالي على الدول الحاضنة للاجئين الذين بدؤوا بالتململ منهم.
أخيراً، إن موقف السعودية ينبع في قراءة سياسية للواقع الإقليمي والدولي، ما يعني عدم دخول السعودية منفردة ضد توجه الإقليم والمجتمع الدولي، ولكن يبقى السؤال، هل يمكن للسعودية أن تخضع لابتزاز الروس والإيرانيين والتطبيع مع الأسد على حساب الشعب السوري، وهل يمكن أن تُضحي بمصالحها مع الأمريكان والاتحاد الأوربي الذين يستمرون بالعقوبات على نظام الأسد، أم أن السعودية تحاول لعب دور جديد بالمنطقة من البوابة السورية؟
د. مها ديرية
الباحثين المستقلين
تيار المستقبل السوري