أوراق تيار المستقبل السوريالمكتب التنظيمي

تيار المستقبل والديمقراطية

بعد الربيع والخريف العربي صارت تعريفات المصطلحات ملغومة ومفخخة، إضافة إلى قصور تناول المصطلحات دون انتقاص من تصوراتها، وخاصة مصطلح “الديمقراطية” الذي عانى في سورية من تشويهين اثنين:
الأول: مع استخدام نظام الأسد به، وزعمه تطبيقه كذباً وزوراً.
الثاني: مع الحركات الراديكالية والمتطرفة خصوصاً السلفية بكافة مسمياتها.

تيار المستقبل السوري يرى في الديمقراطية سبيلاً وأداةً لتحقيق إرادة الشعب، ضد إرادة أنظمة الاستبداد التي تفرض وصايتها عليه من باب وصمهِ بالرجعية والتخلف، وامتلاكها الوعي والإلهام والحقيقة.

تيار المستقبل السوري يرى أن الديمقراطية تبحث فك الاشتباك بين السلطة والشعب، وتنحاز لفكرة تَحمُّل الشعب مسؤولية قراراته، وقدرته الذاتية على إصلاح واقعه، وتنظيم وضبط العلاقة بين قوى المجتمع المختلفة، بلوغاً للحرية، وطلباً لاستقرار المجتمع.

تيار المستقبل السوري لا يرى الديمقراطية تشريعاً إلهياً ولا دينياً، بل هي استمزاج خيارات الشعب عبر استقراء غالبيتهم في سيرورة دائمة.

تيار المستقبل السوري يرى أن الديمقراطية لا تتدخل بما يؤمن به الأفراد، ولا تملك صلاحية تقييم الأحكام، فهي وسيلة سلمية غير عنفية تسمح بالتعبير عن الأفكار السياسية، والسعي لإقناع جمهور الشعب بالحجج والمصالح التي تخصهم، وتُغني واقعهم.

تيار المستقبل السوري يرى بالديمقراطية منعاُ لتسلط الأقلية على الأكثرية، مع إعطاء الأقليةِ الفرصة والمساحة لأن تملك أغلبيةً تؤهلها من الحكم، عبر تصحيح مساراتها وخططها، واستجلاب مؤيدين وداعمين لها.

تيار المستقبل السوري يرى بالديمقراطية بديلاً عن الحرب الأهلية، واعتلاء السلطة بالعنف والغلبة والقهر، وذلك عبر خوض “الانتخابات البرلمانية” بلوغاً لتحصيل الحاضنة الانتخابية، وجمع الأصوات المرجحة.

تيار المستقبل السوري يرى الديمقراطية وسيلة سلمية بديلة عن العنف لتشكيل الرأي العام والقدرة على الاستماع للآراء الأخرى، وقدرةً على التعبير عن الرأي، وامتلاك آليات التنظيم السياسي والاجتماعي.

تيار المستقبل السوري يرى أن الديمقراطية تشمل السلطة التنفيذية كما تشمل السلطة التشريعية كما تشمل السلطة القضائية، من خلال ارتباط قبول الشعب لهذه السلطات بطريقة الانتخاب أو بغيرها من الطرق السلمية.

تيار المستقبل السوري يرى أن الديمقراطية هي الشكل الأكثر تطوراً بشرياً لتنظيم الحرية وضبط السلطات، وإبعاد شبح الاستبداد بكل انواعه.

تيار المستقبل السوري يرى بالديمقراطية طريقة تفكير لا تدخل بالأيدلوجيات، وهي تستغرق الأسرة والمدرسة والمجتمع، انتهاءً بالسلطة.

تيار المستقبل السوري لايرى بالديمقراطية استبداد الأغلبية مقابل استبداد الأقلية، بل هي رفض الاستبداد بكل صوره، يترجمه رضا أغلبية الشعب، مع ضمان حقوق وحرية الأقليات، والسماح لهم ليكونوا أغلبية عبر سُلّم الديمقراطية.

تيار المستقبل السوري لا يرى بالأغلبية هنا أغلبية هوياتية، بل هي أغلبية متغيرة غير ثابتة، نسبية غير أيدلوجية، فهي أغلبيةُ سياسةٍ وفكرٍ ورأي مصلحيٍّ ماديٍّ حياتيّ، لا يُعنى بمعتقدات الناس الدينية أو عرقهم أو جنسهم!

تيار المستقبل السوري يرى أن سلبيات الديمقراطية ( الديماغوجيا والتحريض والتعبئة الضيقة وشراء الأصوات ..) تُصلحها الصيرورة الديمقراطية نفسها، بموجب المصالح المشتركة التي يتم الوعي بها شعبياً.

تيار المستقبل السوري يرى أن حامل النجاح للديمقراطية يكمن في إتاحة المعلومة، ورفض السرية، والارتقاء بتعليم وتوعية الشعب.

تيار المستقبل السوري يوصي الرافضين للديمقراطية أن يعيدوا قراءتها جيداً، فهي السبيل الأوفق والأصلح والأكثر واقعية لحمايتهم من التغوّل المقابل لأيدلوجيتهم، فالديمقراطية الليبرالية هي التي تعطي للأغلبية حقهم بالسلطة، مع ضمان حق الأقلية بالتعبير عن قناعتهم، والسعي للحصول على الأغلبية بطرق سلمية.

تيار المستقبل السوري يرى أن الديمقراطية السليمة لاتعادي الدين، بل تحميه وتدعمه، وتحمي مذاهبه وطرقه المتعددة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى