أوراق تيار المستقبل السوريالمكتب التنظيمي

تيار المستقبل السوري والتقدمية

يُستخدم مصطلح التقدمية وصفاً للحركات السياسية اليسارية، علماً أنّ التقدمية الحديثة لم تكن نتاج المناهج اليسارية، بل تبلورت منذ أواخر القرن التاسع عشر لتتسم بطابع إصلاحي.

وبعيداً عن المرحلة التاريخية لاستخدام مصطلح التقدمية، فإنّه وصلَنا مع مفاهيم أخرى، في حالةِ تشاركٍ حضاريٍّ استهلاكيٍّ.

تيار المستقبل السوري يرى أن الإنسان ابن الحاضر، كما أنه امتداد للماضي، فهو ليس منبتَّاً عنه، وبالتالي لا يمكننا قبول أي فكرة تجعلنا متحجرين في الماضي، كما لا يمكن قبول أي فكرة تقطعنا عن امتدادنا التاريخي.

تيار المستقبل السوري يرى أن الإنسان هو الأولوية المركزية الأساس لكل بناء اجتماعي أو سياسي أو ثقافي أو اقتصادي ولا شيء غيره، فهو المحور الذي يجب أن يدور الكون في فلك مصلحته وخيره، وأي شيءٍ يخالفه فهو مرفوضٌ ومُدان.

تيار المستقبل السوري يرى بالتقدمية منع مبررات استغلال الإنسان، ثم جعله سلعةً تباع وتُشترى، تحت أي ظرفٍ أو مسمّى.

تيار المستقبل السوري يرى بالتقدمية رفعاً للظلم عن المرأة، وكافة الفئات الاجتماعية المستضعفة.

تيار المستقبل السوري لا يرى بالتقدمية نقيضاُ للإيمان بالله، وهو بالتالي يرفض فكرة قيام أيّ فكرة دينية على قتل وظلم الإنسان واستباحة كرامته وحريته وحرمانه من إرادته البشرية، بل نرى في قيام سلطان الإنسان وإعلاء مركزيته تحقيقاً لمراد الله في سلطانه.

تيار المستقبل السوري يرى بالتقدمية تصوراً بشرياً كونياً ليس محصوراً بجنسٍ دون آخر، أو قوم بذاتهم، أوحضارةٍ بعينها، بل هي تعبيرٌ صادقٌ عن إفرازات التراث البشري كله في صيرورته الحالية، وسيرورته المستقبلية التي تقصد التطور نحو الكمال والخير والعدالة والجمال والحق.

تيار المستقبل السوري يرى بالتقدمية تطلعاً إلى الحاضر لبنائه بعقليةٍ تنظر للمستقبل مستفيدةً من دروس الماضي، على اعتبارها المنهج القويم للعمل السياسي والوطني المساعد على رفع الوطن وبناء الدولة الحديثة، وضمان عيش كريم عادل للمواطنين.

تيار المستقبل السوري لا يرى بالتقدمية انحلالاً وانعتاقاً من القيود الدينية والإجتماعية والثقافية أو موروثات الأمم الإيجابية، بل تأطيراً لها ودعماً لديموميتها ضمن إطارٍ منطقي يضمن حالة التوازنات حسب اختلاف أنماط المجتمعات.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى