يرى تيار المستقبل السوري أن إطلاق مديرية آثار حمص لحملة دائمة ومكثفة لمكافحة التنقيب غير الشرعي عن الآثار في مدينة تدمر، بتنسيق مع المديرية العامة للأمن الداخلي والمديرية العامة للآثار والمتاحف، يمثل خطوة استراتيجية حاسمة نحو حماية التراث الثقافي السوري وتعزيز الهوية الوطنية المشتركة.
وقد أعلنت المديرية عن هذه الحملة في 14 ديسمبر 2025، مع التركيز على المناطق الأثرية الحساسة مثل "وادي القبور" والمدافن الجنوبية الشرقية، بهدف منع أعمال النهب والسرقة التي أدت سابقاً إلى فقدان أكثر من 40 ألف قطعة أثرية على يد نظام الأسد السابق وتنظيم داعش، كما وثقت ذلك تقارير مؤسسة جيردا هنكل الألمانية وغيرها من الجهات الدولية المختصة.
يؤكد تيار المستقبل السوري على أن هذه الحملة تأتي في سياق وطني أوسع يعكس التزام السوريين بصون تراثهم التاريخي كرمز للوحدة والتنوع الثقافي، خاصة بعد سنوات من الدمار المنظم الذي ألحقه النظام السابق بالموروث الحضاري، هذا ونرى أن حماية الآثار استثمار في الهوية السورية التي تجمع بين السوريين من مختلف الطوائف والأعراق، وتعزز من الشعور بالانتماء الوطني في مرحلة الانتقال نحو دولة ديمقراطية مستقرة.
يعتقد تيار المستقبل السوري أن نجاح مثل هذه المبادرات يعتمد على رؤية مستقبلية شاملة تربط بين الحفاظ على التراث والتنمية المستدامة، حيث يمكن تحويل المواقع الأثرية مثل تدمر إلى مراكز سياحية وتعليمية تسهم في إعادة بناء الاقتصاد السوري وتعزيز السياحة الثقافية.
وفي هذا الإطار، يجب أن تكون الحملة جزءاً من خطة وطنية طويلة الأمد تضمن دمج التراث في برامج التنمية، مع الاستفادة من التجارب الدولية في إدارة المواقع الأثرية لتحقيق نمو اقتصادي متوازن يعود بالنفع على المجتمعات المحلية في محافظة حمص وغيرها.
يدعو تيار المستقبل السوري الجهات الحكومية والمجتمع المدني إلى تعزيز الشراكات الدولية مع منظمات مثل اليونسكو والمؤسسات الأوروبية لتبادل الخبرات في مجال حماية التراث، مع التركيز على تطوير تقنيات حديثة مثل الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي لمراقبة المناطق الأثرية.
كما يوصي تيار المستقبل السوري بإنشاء برامج تعليمية وتوعوية في المدارس والجامعات لتربية الأجيال الشابة على أهمية التراث، وتفعيل قوانين صارمة لمحاسبة المتورطين في النهب، بما في ذلك إجراء تحقيقات شفافة وتعويضات للمناطق المتضررة.
يؤمن تيار المستقبل السوري بأن هذه الجهود ستساهم في بناء سورية المستقبلية كدولة مزدهرة تعتمد على تراثها كأساس للتقدم، ويدعو جميع السوريين إلى المشاركة الفعالة في حماية موروثهم الوطني، لأن التراث ليس مجرد ماضٍ، بل هو جسر نحو مستقبل أفضل.
