يُرحّب تيار المستقبل السوري إعلان وزارة الثقافة في الحكومة الانتقالية يوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025 استعادة 1234 رقماً أثرياً و198 قطعة أثرية متنوعة إلى متحف إدلب الوطني، وهي القطع التي تُمثّل حضارات ماري وإيبلا وأوغاريت وصولاً إلى العصور الإسلامية، والتي كانت قد فُقدت أو نُهبت خلال سنوات الصراع.
يرى تيار المستقبل السوري أن استعادة أي جزء من تراثنا الوطني تمثّل بارقة أمل في استعادة كرامة الشعب السوري وهويته الحضارية، ونثمّن الجهود التي بذلتها الفرق الميدانية والجهات المعنية لإنجاز هذه العملية.
إننا في تيار المستقبل السوري نؤكد أن هذه الخطوة، مهما كانت مهمة، تبقى محدودة التأثير ما لم تُدمج ضمن رؤية وطنية شاملة ومؤسساتية تتجاوز الإنجاز الآني والخطاب الاحتفالي. وعليه نُلفت الانتباه إلى النقاط التالية:
- غياب الشفافية الكاملة حول مصادر هذه القطع وكيفية استرجاعها والجهات التي كانت تحتفظ بها، وهو أمر يفتح الباب أمام الشكوك في ظلّ تاريخ طويل من النهب المنظّم والتهريب عبر الحدود.
- ضرورة إنشاء لجنة وطنية مستقلة لتوثيق الآثار السورية المنهوبة تضمّ متخصصين سوريين ودوليين، وتُرتبط مباشرة برئاسة الحكومة الانتقالية، وتُعلن تقاريرها دورياً للشعب السوري.
- إعادة النظر في إدارة المتاحف والمواقع الأثرية بموجب قانون وطني موحد للتراث يضمن اللامركزية الإدارية المسؤولة، ويمنع احتكار أي جهة سياسية أو عسكرية للقرار الثقافي.
- تخصيص ميزانية واضحة ومستقلة لحماية التراث ضمن الموازنة الوطنية الانتقالية، بعيداً عن التمويل الآني أو الاعتماد على تبرعات غير مضمونة.
- إطلاق برنامج وطني لتدريب جيل جديد من علماء الآثار والمرممين السوريين داخل البلاد وخارجها، لأن التراث لن يُحمى إلا بكوادر وطنية كفؤة ومستقلة.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن التراث السوري ليس ملكاً للحكومات المتعاقبة، بل هو أمانة في عنق كل سوري. وكل محاولة لتوظيفه سياسياً أو تحويله إلى أداة دعائية بدلاً من بناء مؤسسات تحميه فعلياً إنما تُطيل أمد معاناة هذا التراث وتُعرّضه لمخاطر جديدة.
نُجدّد استعداد تيار المستقبل السوري للتعاون مع كل الجهات الوطنية الشريفة لوضع استراتيجية وطنية طويلة الأمد تحمي آثارنا وتُعيد لها مكانتها كجسر بين ماضينا المجيد ومستقبلنا الذي نريد أن يكون حرّاً، عادلاً، ومزدهراً.
