المنح الدراسية الهنغارية للطلاب السوريين

يُعلن تيار المستقبل السوري، ككيان سياسي وطني ملتزم ببناء سوريا الحديثة والمزدهرة، عن موقفه الرسمي من الإعلان عن تقديم 150 منحة دراسية من حكومة هنغاريا للعام الدراسي 2026-2027، مستنداً إلى تحليل نقدي يراعي السياقات السياسية والاقتصادية والتعليمية، مع التركيز على الرؤية الوطنية والمستقبلية لإعادة إعمار الوطن.

يؤكد تيار المستقبل السوري، في إطار دعمه للشباب السوري خلال هذه المرحلة الانتقالية الحساسة، أن سورية تعيش اليوم فترة تحول جوهري بعد عام من سقوط النظام البائد في ديسمبر 2024، ومع تشكيل حكومة مؤقتة بقيادة أحمد الشرع، وإصدار دستور انتقالي، ومجلس تشريعي مؤقت.

ومع ذلك، يبرز تيار المستقبل السوري التحديات الأمنية والاقتصادية الملحة، بما في ذلك تعليق بعض المساعدات الدولية وجهود إعادة بناء البنية التحتية بعد عقد ونصف من الصراع.

وفي هذا السياق، يرى تيار المستقبل السوري في المنح الهنغارية إشارة إيجابية للتعاون الدولي، خاصة مع رفع بعض العقوبات مثل قانون قيصر، مع الحذر من أنها قد تكون جزءاً من دبلوماسية هنغارية تركز على تعزيز نفوذها الإقليمي دون شروط سياسية مباشرة.

يشدد تيار المستقبل السوري، ملتزماً بتطوير التعليم الوطني، على نقصان تصنيف الجامعات السورية عالمياً، حيث تحتل جامعة دمشق المرتبة 1201-1400 في تصنيف QS لعام 2026، وتتصدر عربياً في المرتبة 54 بين 1500 مؤسسة.
وفي حين تظل جامعات أخرى مثل تشرين والفرات خارج التصنيفات البارزة بسبب تدهور الموارد وهجرة الكفاءات، وهنا نعتبر المنح الهنغارية بديلاً مؤقتاً قيماً، إذ تغطي تخصصات أساسية في جامعات متوسطة التصنيف مثل ديبرتسن (المرتبة 563 عالمياً)، مما يساهم في نقل المعارف المتقدمة إلى الوطن دون تكاليف إضافية، شريطة إجراء إصلاحات جذرية في النظام التعليمي السوري.

يبرز تيار المستقبل السوري، في سياق دعمه للعدالة الاجتماعية، الظروف الاقتصادية القاسية التي يواجهها الطلاب السوريون، حيث يعاني أكثر من 90% من السكان من الفقر، و33% في فقر مدقع، مع تضخم يفوق القدرة الشرائية للأسر. ومع توقع نمو الناتج المحلي بنسبة 1% فقط في 2025، وارتفاع تكاليف التعليم والنقل، وعليه فإننا نرى في تغطية المنح الهنغارية للرسوم الكاملة والسكن والراتب الشهري (150-200 يورو) إغاثة حقيقية، تساعد في مواجهة الأزمة الإنسانية المستمرة التي تؤثر على الصحة والتعليم.

يؤمن تيار المستقبل السوري، برؤيته الوطنية الشاملة، بأن هذه المنح تمثل فرصة لبناء كوادر مؤهلة تساهم في إعادة الإعمار، مع التركيز على برامج إعادة دمج الخريجين لنقل الخبرات الهنغارية إلى سورية. ومستقبلياً، مع تحسن الاقتصاد ورفع العقوبات، يمكن أن تكون نواة لشراكات تعليمية أوسع، تعزز تصنيف جامعاتنا وتحد من هجرة الأدمغة، شريطة ضمان شفافية عملية التقديم وتدريب المتقدمين على التكيف مع المناخ الهنغاري.

في الختام، يرحب تيار المستقبل السوري بهذه المنح كخطوة بناءة في زمن التحديات، ويدعو الشباب إلى التقديم قبل 15 يناير 2026، ملتزماً بتحويلها إلى أداة لنهضة سورية المستقلة والمزدهرة، وندعو الحكومة المؤقتة البحث عن منح تعليمية أخرى بجامعات متطورة، كما ندعو الدول الغربية الصديقة لدعم الشباب السوري بتقديم منح لجامعات متطورة مما يساهم بنهضة سورية وإنجاح المرحلة الانتقالية.

شاركها على:

اقرأ أيضا

المكرم رقم (54): الصحفية الأمريكية ماري كولفينMarie Colvin

صوت الحقيقة في وجه الاستبداد

31 ديسمبر 2025

إدارة الموقع

تعديل تعرفة حركات المناولة للحاويات في الموانئ السورية

قرار تعديل تعرفة حركات المناولة للحاويات في الموانئ السورية وتأثيراته على الاقتصاد والمواطنين.

31 ديسمبر 2025

إدارة الموقع