انطلاق فعاليات الحوار السوري الاوروبي مع المجتمع المدني في دمشق

يرصد تيار المستقبل السوري باهتمام كبير انطلاق فعاليات الحوار السوري الاوروبي التي تستضيفها دمشق، بتاريخ 15 تشرين الثاني 2025، والتي تندرج ضمن مقاربة الاتحاد الاوروبي الهادفة الى تعزيز الانخراط المدني والمؤسسي في مرحلة ما بعد التحرير.

ويعتبر تيار المستقبل السوري أن هذا المسار يشكل مؤشرا واضحا على انتقال البيئة الدولية نحو دعم عمليات اعادة تفعيل مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز أطر الشراكة مع المجتمع المدني المحلي.

يرى تيار المستقبل السوري أن اشراك طيف واسع من الفاعلين المدنيين في مناقشة قضايا العدالة الانتقالية، والحوكمة، والتماسك الاجتماعي، يمثل خطوة مهمة ضمن هندسة السياسات العامة المطلوبة لإعادة بناء الدولة. إلا أن نجاح هذا المسار مشروط بتطوير بنية حوارية ذات طبيعة مؤسسية، تتسم بالاستدامة، وتوفر قنوات فاعلة للمتابعة والتقييم والإسناد الفني.

كما يشدد تيار المستقبل السوري على أن أي حوار فعلي بين الشركاء السوريين والاتحاد الاوروبي يجب ان يستند الى ثلاثة مبادئ أساسية:

  1. استقلالية المجتمع المدني عبر حماية فضائه التشغيلي، وضمان عدم تسييسه، وتمكينه من القيام بوظائف الرقابة والمساءلة المجتمعية.
  2. استناد السياسات الى البيانات اذ يتطلب بناء برامج متماسكة للتعافي المبكر والانتقال الديمقراطي وجود قواعد بيانات دقيقة، وتقييمات قطاعية شفافة، ونماذج تحليل مبنية على الادلة.
  3. التكامل بين الإغاثة والتنمية والاستقرار بما يضمن انتقال سورية من الادارة الأزماتية الى التخطيط متوسط وطويل المدى، عبر مشاريع مدروسة تعالج الفجوات الهيكلية في الخدمات والمؤسسات.

يرى تيار المستقبل السوري أن نجاح هذه الفعالية لا يكمن في انعقاد الجلسات بحد ذاتها، بل في قدرتها على انتاج مخرجات قابلة للتطبيق، وفي تحويلها إلى برامج تنفيذية ترتبط بمؤشرات قياس واضحة، وخطط جداول زمنية، وأدوات متابعة شفافة، بما يتيح حوكمة رشيدة للمسار الانتقالي.

كما يدعو تيار المستقبل السوري الى تعزيز التكامل بين الجهود المحلية والدعم الأوروبي عبر:

  • دعم بناء القدرات المؤسسية للمنظمات المدنية المحلية.
  • تطوير منصات مشتركة لتبادل البيانات والتحليل.
  • توظيف الخبرات التقنية للاتحاد الاوروبي في مجالات الاصلاح الاداري، اللامركزية الخدمية، والعدالة الانتقالية.
  • ربط مخرجات هذا الحوار باولويات التعافي الوطني ومقتضيات بناء العقد الاجتماعي الجديد

يؤكد تيار المستقبل السوري أن هذه الخطوة، على أهميتها، يجب أن تكون جزءا من مسار حوار وطني أوسع، قائم على شراكات فعالة بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، وبما يخدم الهدف المركزي في هذه المرحلة: بناء دولة سورية حديثة، عادلة، مستقرة، ومؤهلة للاندماج في محيطها الإقليمي والدولي.

يشدد تيار المستقبل السوري على أن المرحلة الانتقالية الراهنة تتطلب مضاعفة الجهود لتأسيس منصات حوارية ذات طابع تقني ومؤسسي، قادرة على تحويل الدعم الدولي الى فرص تطوير واقعية تسهم في تحسين حياة المواطنين، وتعزيز مسار الإصلاح السياسي، وترسيخ مبادئ الحوكمة والشفافية والمواطنة.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع