إعادة ملكية مدرسة الرام (مدرسة اليسوعيين) في مدينة حلب إلى الرهبنة الفرنسيسكانية

يرحّب تيار المستقبل السوري بالقرار الصادر عن وزارة العدل بتاريخ 11 تشرين الثاني 2025، والقاضي بإعادة ملكية مدرسة الرام (مدرسة اليسوعيين) في مدينة حلب إلى الرهبنة الفرنسيسكانية، بعد أكثر من خمسة عقود من التأميم الذي طال المؤسسات التعليمية الخاصة في عام 1967م.

يرى تيار المستقبل السوري أن هذا القرار يُعدّ تصحيحاً قانونياً مستحقاً، كما أنه أيضاً خطوة رمزية تعبّر عن بداية مسار وطني جديد، يُعيد الاعتبار للعدالة التاريخية، ويؤسس لمرحلة من المصالحة مع الذاكرة السورية المتعددة، التي لطالما كانت غنية بتنوعها الديني والثقافي والحضاري، كما أن إعادة مدرسة الرام إلى أصحابها الشرعيين، يبعث برسالة أمل إلى كل السوريين بأن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وأن الدولة حين تنحاز للحق، فإنها تفتح أبواب الثقة من جديد بين المواطن ومؤسساته.

يثمّن تيار المستقبل السوري عالياً الجهود التي بذلتها الرهبنة الفرنسيسكانية، ممثلة بالأب بهجت قره قاش، في متابعة القضية، ويشيد بتعاون وزارة العدل ووزارة التربية في إنجاز هذا الاستحقاق، الذي نأمل أن يكون فاتحة لمراجعة شاملة لملفات التأميم والمصادرات التي طالت مؤسسات تعليمية وخيرية وثقافية في العقود الماضية.

يعتبر تيار المستقبل السوري أن مدرسة الرام، منذ تأسيسها في أواخر القرن التاسع عشر، كانت منارة للعلم والانفتاح، وملاذاً للمهجّرين الأرمن، ومركزاً ثقافياً وروحياً لأبناء حلب.

واليوم، إذ تُعاد إلى الرهبنة الفرنسيسكانية، فإننا نرى فيها فرصة لإحياء دورها التربوي، وتطوير نموذج تعليمي حديث، يجمع بين الجذور الروحية والانفتاح على قيم العصر.

يدعو تيار المستقبل السوري إلى تحويل هذا الإنجاز لـ مشروع وطني تربوي، يُعيد الاعتبار للمدارس التاريخية في سورية، ويُسهم في بناء جيل جديد يؤمن بالتعددية، ويعتزّ بهويته، وينفتح على العالم، كما أن تيار المستقبل السوري يرى في هذا القرار مؤشراً على إمكان بناء عقد اجتماعي جديد، يقوم على احترام الملكية، وصون الحقوق، والاعتراف بالتنوع، وتكريس دولة القانون والمؤسسات. فالمصالحة مع الماضي ضرورة لبناء مستقبل مستقر وعادل.

يدعو تيار المستقبل السوري في هذا السياق إلى إطلاق حوار وطني شامل، يُعيد تقييم السياسات التي أضرت بالنسيج الاجتماعي السوري، ويضع أسساً جديدة لعلاقة الدولة بمواطنيها ومؤسساتهم، على قاعدة الشراكة والعدالة والكرامة.

إننا في تيار المستقبل السوري نؤمن بأن سورية التي نحلم بها، هي سورية التي تُنصف تاريخها، وتحتضن تنوعها، وتبني مستقبلها على أسس العدالة والحرية والمعرفة.
وقرار إعادة مدرسة الرام هو خطوة في هذا الطريق الطويل، الذي نأمل أن تتبعه خطوات أوسع نحو سورية جديدة، لكل أبنائها، وبكل أبنائها.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع