يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام كبير ما أعلنته وزارة التربية والتعليم السورية بتاريخ الرابع من تشرين الثاني / نوفمبر 2025، حول بدء المناقشات التمهيدية لإطلاق أول منصة تعليمية رقمية وطنية تشمل مختلف المراحل الدراسية، في خطوة تُعدّ سابقة في تاريخ التعليم السوري الحديث، وتعكس توجهاً جديداً لبناء دولة المعرفة وتكافؤ الفرص التعليمية.
إنّ تيار المستقبل السوري إذ يرحّب بهذه المبادرة الحكومية الرائدة، يرى فيها منعطفاً استراتيجياً في مسار إصلاح التعليم، بعد سنوات طويلة من الانقطاع والتسييس والإهمال الذي عانى منه الطلاب السوريون نتيجة الحرب والاستبداد والتهجير.
فإطلاق منصة تعليمية رقمية موحدة يرمز إلى ولادة سورية جديدة تؤمن بالعلم والإنسان والتقنية، وتستبدل ثقافة التلقين والإقصاء بثقافة الإبداع والانفتاح والتفاعل.
يرى تيار المستقبل السوري أنّ هذا المشروع يشكّل بنية أساسية للتعليم المنزلي والتعليم الإلكتروني في سورية المستقبل، إذ يتيح الفرصة أمام مئات آلاف الطلاب الذين حرموا من مدارسهم بسبب النزوح أو الدمار أو الظروف الاقتصادية، للوصول إلى التعليم الرسمي المعتمد من أي مكان داخل الوطن أو خارجه.
كما تُشكّل المنصّة الرقمية فرصة لتكامل الأدوار بين المدرسة والأسرة، وتعزيز التعلم الذاتي الذي ينمّي مهارات التفكير والابتكار والاستقلالية لدى الجيل الجديد.
وإذ يؤكد تيار المستقبل السوري على أهمية التحوّل الرقمي في العملية التربوية، وهو ما أكدنا عليه بمقال نشرناه على الموقع الرسمي للتيار بتاريخ 4 أغسطس 2024م بعنوان "التعليم الرقمي ضرورة وغاية في سورية"، فإننا نُشدّد في الوقت ذاته على ضرورة أن يُدار هذا المشروع بشفافية وعدالة رقمية، تضمن تكافؤ الفرص بين مختلف المناطق والفئات الاجتماعية، وأن ترافقه برامج تدريب وطنية للمعلمين والأهالي على استخدام أدوات التعليم الرقمي والمنزلي.
كما يدعو تيار المستقبل السوري إلى إنشاء هيئة وطنية مستقلة لمعايير الجودة التعليمية الرقمية، تُشرف على تطوير المناهج وضمان انفتاحها على قيم الحرية والعقلانية والمواطنة، بعيداً عن أي توجيه أيديولوجي أو حزبي، وبما يعزز الثقة المجتمعية في التعليم السوري الجديد.
إنّ مستقبل سورية يبدأ من التعليم، والتعليم اليوم يبدأ من القدرة على التحول نحو الرقمنة والمعرفة المفتوحة، وإذ يدعم التيار هذه الخطوات التأسيسية، فإنه يؤكد أنّ التحول الرقمي في التعليم هو المدخل الطبيعي لبناء الإنسان السوري الحر والمبدع، القادر على إعادة إعمار وطنه بعقله وعلمه وإرادته.
