في السابع والعشرين من تشرين الأول، تحتفل الإنسانية باليوم العالمي للتراث السمعي–البصري، الذي أقرّته منظمة اليونسكو تأكيداً على أهمية حماية الذاكرة المرئية والمسموعة للشعوب وصونها من الضياع أو التحريف.
إنه يوم للذاكرة، وللصوت الذي وثّق التاريخ حين صمتت السياسة، وللصورة التي حفظت الحقيقة حين خانها الخبر.
يرى تيار المستقبل السوري أن سورية الجديدة اليوم، بعد أن طُويت صفحة الاستبداد وبدأت مرحلة إعادة التأسيس الوطني، يكتسب هذا اليوم بُعداً استثنائيا، فالملايين من المقاطع المسجّلة منذ عام ٢٠١١ هي ذاكرة الوعي السوري المعاصر، وصوت جيلٍ كتب تاريخه بيده وعدسته. تلك التسجيلات التي وثقت الثورة، وثّقت أيضاً تحوّل الإنسان السوري من موضوعٍ للخبر إلى صانعٍ للرواية.
إن تيار المستقبل السوري يرى في هذا اليوم مناسبةً لترسيخ مبدأ الذاكرة كحقٍّ سيادي، واعتبار الأرشيف السمعي–البصري للثورة السورية جزءً من التراث الوطني الجمعي، وليس ملكية فردية ولا مادة إعلامية.
إنه ذاكرة وطنٍ نُزعت عنه الرواية الرسمية ليعيد صياغتها شعبه بالصوت والصورة.
ومن هذا المنطلق، يدعو تيار المستقبل السوري إلى:
- إنشاء المركز الوطني للذاكرة السمعية–البصرية السورية، لحفظ أرشيف الثورة والمرحلة الانتقالية وفق معايير العدالة الانتقالية وحقوق الإنسان.
- إدراج مفهوم "الذاكرة البصرية" ضمن المناهج الثقافية والتربوية، لتنشئة أجيالٍ تدرك أن الصورة وثيقة سيادة وكرامة.
- اعتبار يوم ٢٧ تشرين الأول مناسبة وطنية سنوية للاحتفاء بذاكرة السوريين في الثورة وما بعدها، ويوما للوفاء للتوثيق، وللصورة التي صانت الحقيقة حين حوصرت الكلمة.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن سورية الجديدة كما تُبنى بالدساتير والمؤسسات، فإنها تُبنى أيضا بذاكرتها المحفوظة في وعي أبنائها وعدساتهم، وإن حفظ هذا الإرث السمعي–البصري هو صونٌ للكرامة قبل أن يكون حفظا للمادة، وتأكيدٌ أن الذاكرة ليست جرحا مفتوحا، بل وعداً بألاّ يُعاد.
المجد للذاكرة الصادقة، وللصورة التي قاومت الصمت، ولسورية التي تتعلّم من ماضيها كيف تصنع مستقبلها.
