في ظل التحديات التي تواجه العملية التعليمية في منطقة الجزيرة السورية، وفي ضوء المستجدات الأخيرة المتعلقة بمحاولات فرض مناهج تعليمية غير رسمية على المدارس التابعة للطوائف المسيحية، يُعلن تيار المستقبل تضامنه الكامل مع موقف أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، ويؤكد دعمه الثابت لحق المؤسسات التعليمية في اعتماد المناهج الوطنية الرسمية الصادرة عن وزارة التربية السورية.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن التعليم ليس مجرد عملية تلقين معرفي، بل هو ركيزة أساسية في بناء الهوية الوطنية، وضمان وحدة المجتمع، وترسيخ قيم المواطنة والانتماء.
ومن هذا المنطلق، فإن فرض مناهج غير معترف بها قانونياً أو تربوياً يشكل تهديداً مباشراً لمستقبل الطلاب، ويعرض المؤسسات التعليمية لخطر فقدان شرعيتها، ويقوض أسس التعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوري.
يرى تيار المستقبل السوري أنه قد أثبتت المدارس التابعة للأبرشية، والتي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من قرن، أنها مؤسسات وطنية بامتياز، تخدم جميع أبناء الوطن من عرب وكرد وآشوريين وأيزيديين وغيرهم، دون تمييز أو إقصاء.
وإن محاولات فرض خيارات تعليمية محدودة، دون ترخيص رسمي من وزارة التربية، تمثل انتهاكاً صارخاً لحق الطلاب في تعليم معترف به، وتفتح الباب أمام عزلة معرفية ومجتمعية لا تخدم أحداً.
إن تيار المستقبل يرى في موقف الأبرشية نموذجاً وطنياً يحتذى به، ويثمّن تمسكها بالمنهاج السوري الموحد، الذي يُعدّ الضامن الوحيد لاستمرارية العملية التعليمية، واعتراف الشهادات محلياً ودولياً، ويؤكد أن أي محاولة لفرض مناهج بديلة خارج إطار الدولة السورية هي خطوة غير مسؤولة، وتتناقض مع مبدأ وحدة المؤسسات الوطنية.
كما يدين تيار المستقبل السوري الإجراءات التي طالت الطلاب، من طرد وإيقاف للدراسة، ويطالب الجهات المعنية بالعودة إلى الحوار الجاد والمسؤول، بعيداً عن الإملاءات السياسية، وبما يضمن استئناف التعليم وفق المنهاج الرسمي، وتحت إشراف وزارة التربية، حفاظاً على مستقبل الطلاب، وعلى وحدة النسيج المجتمعي في المنطقة.
إن تيار المستقبل يؤمن أن وحدة سورية لا تتحقق إلا من خلال وحدة مؤسساتها، وعلى رأسها المؤسسة التعليمية، وأن احترام إرادة المجتمعات المحلية في الحفاظ على هويتها التربوية هو جزء لا يتجزأ من المشروع الوطني الجامع.
ونحن نؤكد أن دعمنا لموقف الأبرشية هو دعم لمبدأ السيادة الوطنية، ولحق كل طفل سوري في تعليم معترف به، بعيداً عن التجاذبات السياسية، وبما يرسّخ قيم العدالة والمساواة والانتماء.