يشارك تيار المستقبل السوري العالمَ اليوم إحياء اليوم الدولي للرعاية والدعم، الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2023، وجعلت من التاسع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر مناسبةً سنوية للاعتراف بقيمة الرعاية والدعم في حياة الأفراد والمجتمعات، وبالدور الإنساني والاجتماعي الذي يؤديه مقدّموا الرعاية في بناء تماسك المجتمعات واستدامة التنمية.
يرى تيار المستقبل السوري أن هذا اليوم يحمل في جوهره رسالةً أخلاقية عميقة تدعو إلى ردّ الاعتبار لعمل الرعاية، سواء كان مدفوعاً أو غير مدفوع، فردياً أو مؤسساتياً، وإلى تقدير من ينهضون بهذه المسؤولية في الأسرة والمجتمع، من النساء والرجال على حدّ سواء.
وهو في الوقت نفسه دعوة إلى الدول والمجتمعات لتطوير سياساتٍ عادلة تحمي مقدّمي الرعاية وتمنحهم شروط الكرامة والمساواة.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن سورية التي أثقلت الحربُ كاهل الأسر وأضعفت البُنى الاجتماعية والاقتصادية، تبرز الحاجةُ فيها إلى ترسيخ قيم الرعاية المتبادلة والتكافل الأهلي بوصفها أساساً لبناء الثقة الوطنية وإعادة لحمة المجتمع. فالرعاية كما هي فعلٌ خيريٌ، هي ركيزة من ركائز العدالة الاجتماعية، ومقدمةٌ ضروريةٌ لسلامٍ مستدامٍ ومواطنةٍ مسؤولةٍ تعيد للإنسان السوري مكانته وكرامته.
يدعو تيار المستقبل السوري بهذه المناسبة إلى:
- إعلاء قيمة الرعاية والدعم في السياسات الوطنية المستقبلية، بوصفها جزءاً من مشروع العدالة الاجتماعية والتنمية البشرية في سورية الجديدة.
- تمكين النساء ومقدّمي الرعاية اقتصادياً واجتماعياً، عبر خططٍ تضمن حمايتهم من التهميش والاستغلال.
- تشجيع المبادرات الأهلية والمدنية التي تعيد بناء الروابط المجتمعية وتدعم الفئات المتضررة من الحرب، ضمن إطار وطني جامع بعيد عن الاصطفافات السياسية والطائفية.
- إدماج مفهوم “اقتصاد الرعاية” في رؤى إعادة الإعمار، بما يضمن أن تكون التنمية السورية إنسانيةً في جوهرها، قائمةً على الإنسان لا على الحجر فقط.
إنّ تيار المستقبل السوري إذ يحيي جميع العاملين في مجالات الرعاية والدعم داخل سورية وخارجها، يرى في هذا اليوم فرصةً لتجديد الإيمان بأنّ النهضة الوطنية تبدأ من الإنسان الذي يرعى ويُرعى، ومن المجتمع الذي لا يترك أحداً خلفه.
