بسم الله الرحمن الرحيم
وباسم المحبة التي أوصانا بها السيد المسيح عليه السلام، وبروح الإخاء الوطني الذي يجمعنا على أرض سورية المباركة، يصدر تيار المستقبل السوري هذا البيان:
لقد تابعنا في تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ الرسالة التي وجهها لفيف من رجال الدين المسيحيين السوريين إلى الكونغرس الأميركي، مطالبين بإلغاء قانون قيصر الذي ألحق أضرارًا جسيمة بالشعب السوري، وأثّر على لقمة عيشه، وعلى استقرار أبنائه، وعلى استمرار وجود مكوّناته الأصيلة، ومنهم إخوتنا المسيحيون الذين كانوا وما زالوا جزءًا لا يتجزأ من نسيج سورية الحضاري والروحي.
إن تيار المستقبل السوري، وهو يسير بثقة نحو دعم بناء سورية الجديدة، وإنجاح المرحلة الانتقالية نحو بناء مؤسسات الدولة، يرى في هذه الرسالة تعبيرًا صادقًا عن الألم المشترك، وعن الرغبة في الخلاص من آثار الحرب والفساد والاستبداد، وعن التطلع إلى دولة العدالة والكرامة التي لا يُظلم فيها أحد، ولا يُقصى فيها أحد، ولا يُعاقب فيها شعبٌ بأكمله بسبب طغمةٍ حاكمةٍ مضت.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن العقوبات التي تطال الشعب السوري، وإن كانت تهدف إلى الضغط على النظام البائد، فإنها اليوم تُعيق جهود التعافي الوطني، وتُثقل كاهل المواطن، وتُهدد استقرار المرحلة الانتقالية التي نعمل جميعًا على إنجاحها نحو بيناء مؤسسات الدولة.
ومن هذا المنطلق، فإننا في تيار المستقبل السوري نُثني على موقف رجال الدين المسيحيين، ونعتبره صوتًا وطنيًا نابعًا من ضمير حيّ، كما ونُجدد دعوتنا إلى المجتمع الدولي لإعادة النظر في العقوبات المفروضة على سورية، بما يضمن حماية المدنيين، ودعم المؤسسات الانتقالية، وتمكين الشعب السوري من استعادة حياته الكريمة.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن سورية الجديدة هي وطن لكل أبنائها، مسلمين ومسيحيين، عربًا وكردًا، رجالًا ونساءً، وأن وحدتنا الوطنية هي الركيزة الأولى لبناء الدولة العادلة، كما نُناشد إخوتنا في العالم الإسلامي والمسيحي أن يكونوا عونًا لسورية في هذه المرحلة، وأن يُسهموا في رفع الظلم عنها، وفي دعم جهود المصالحة والبناء.
ختامًا، نقول كما قال رسول الإسلام محمد ﷺ:
"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا".
وكما قال السيد المسيح عليه السلام:
"طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون"
فلنكن جميعًا صانعي سلام، وبُناة وطن، وحماة مستقبل.
والله وليّ التوفيق.
