تابع المكتب السياسي في تيار المستقبل السوري ببالغ القلق ما جرى رصده مؤخراً من محاولات تمرير استخدام النجمة السداسية (نجمة داود) ضمن شعارات بعض الشركات الوطنية الناشئة في مرحلة ما بعد التحرير.
إن هذه المحاولات، وإن تم تبريرها بإضافات شكلية أو تعديلات طفيفة على هيئة النجمة، أو بإقحام حروف ورموز داخلها، تبقى في جوهرها استدعاءً مباشراً للرمز المعتمد في علم دولة إسرائيل، الأمر الذي يطرح إشكاليات كبرى على المستوى الوطني والسياسي والثقافي.
إن خطورة هذه الممارسات تكمن في:
- المساس بالوعي الجمعي السوري، حيث يسهل على البسطاء والعامة أن يُخدعوا بتمرير هذا الرمز عبر قوالب تجارية أو تسويقية، بما يترك أثرًا سلبيًا في العقل الجمعي ويفتح الباب أمام أشكال من التطبيع الرمزي غير المباشر.
- إضفاء شرعية زائفة، إذ أن ظهور مثل هذه الشعارات على مؤسسات تحمل موافقات رسمية من جهات حكومية جديدة، يضع العهد الوطني الوليد في موضع شبهة وكأنه يزكي أو يدعم هذا الرمز، رغم أن الأمر بخلاف ذلك تمامًا.
- الانعكاسات على البنية الفكرية للشباب السوري، فالتساهل في تمرير هذه الرموز قد يؤدي إلى اختلاط المعاني وتشويش منظومة الوعي لدى الأجيال الناشئة، بما يضعف مناعة الهوية الوطنية ويخلخل سياجها الرمزي والثقافي.
إن المكتب السياسي لتيار المستقبل السوري يحذّر من مغبة تسويق أو تمرير النجمة السداسية بأي شكل من الأشكال، سواء كانت ظاهرةً أو مقنّعةً أو معدّلةً، ويؤكد أن أي محاولة لاستخدامها في الداخل السوري يجب أن تُواجَه بالرفض القانوني والمجتمعي والإعلامي.
كما يدعو تيار المستقبل السوري الجهات المختصة في الحكومة السورية الجديدة إلى:
- إجراء مراجعة دقيقة لكل العلامات التجارية والشعارات قبل اعتمادها رسميًا.
- منع تسجيل أي شعار يحمل النجمة السداسية أو مشتقاتها مهما تم التلاعب بأشكالها.
- إطلاق حملات توعية شعبية تحصّن العقل الجمعي من مثل هذه الاختراقات الرمزية.
إن سورية الجديدة، وقد تحررت بتضحيات أبنائها، لن تسمح بتمرير رموز تُستخدم لتشويش الذاكرة الوطنية، أو لإدخال ثقافات غريبة تسعى لتطبيع الوعي قبل الواقع.
ونتساءل أخيراً أين دور مكتب مقاطعة إسرائيل والذي كان فاعلاً ونشيطاً خلال عقود في سورية؟!
إننا في تيار المستقبل السوري سنبقى العين الساهرة على كل ما يمس هوية الوطن ورموزه، حفاظًا على أصالة الثورة ووفاءً لدماء الشهداء.