تابع تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الكلمة الأولى لرئيس سوري منذ أكثر من نصف قرن، والتي حملت في طياتها دلالات سياسية وإنسانية عميقة، وأعادت سورية إلى موقعها الطبيعي ضمن المنظومة الدولية بعد سنوات من العزلة والدمار.
يرى تيار المستقبل السوري في هذه الكلمة تجليًا لجهود حثيثة تُبذل لحفظ وحدة سورية وإنجاح المرحلة الانتقالية، وهي جهود نلمسها في استعادة الدور السوري على الساحة الدولية، وفي الخطاب الذي حمل ثلاثية واضحة: السلام، والازدهار، والتنمية، كإطار استراتيجي لإدارة المرحلة الجديدة.
يؤكد تيار المستقبل السوري في الوقت نفسه على ضرورة الموازنة بين دعم وتشجيع هذه الجهود الخارجية، وبين الحذر من التحديات الداخلية التي تهدد وحدة البلاد، فالمشهد السوري لا يزال هشًا، والخريطة الوطنية مهددة من أطراف متعددة، سواء عبر قضم إسرائيل للجنوب السوري، أو عبر دعوات الحكم الذاتي في السويداء وشمال شرق البلاد، مما يستدعي يقظة وطنية وتماسكًا سياسيًا ومجتمعيًا.
يشدد تيار المستقبل السوري على أنه لا ننظر إلى كلمة الرئيس من حيث سرديتها فقط، بل نقرأها في سياقها الأشمل: وجود سورية كدولة طبيعية في المجتمع الدولي، يقودها رئيس خرج من حرب مدمرة، في بلد لا يزال مهددًا بالغزو والتفتيت. وهذا الظهور الدولي هو خطوة مهمة، لكنه لا يغني عن ضرورة معالجة الملفات الداخلية الملحة، فعدم توحد الفصائل العسكرية بشكل كامل، واستمرار ظاهرة السلاح خارج الدولة، وتباطؤ تنفيذ اتفاق آذار مع قسد، وحرائق أحراش الساحل، ودعوات الانفصال في السويداء، كلها مؤشرات تستدعي تحركًا وطنيًا عاجلًا بنفس وتيرة النشاط الدبلوماسي الخارجي.
ويؤكد تيار المستقبل السوري أن موقفه من ثلاثية الرئيس الشرع – السلام، والازدهار، والتنمية – هو موقف معتدل ووطني، ينطلق من حرصنا على الهوية السورية الجامعة، وعلى بناء دولة القانون والمؤسسات، بعيدًا عن الاستقطاب والتفتيت.