في اليوم العالمي للترجمة، الذي يصادف الثلاثين من أيلول من كل عام، يتوقف العالم ليُكرّم أولئك الذين جسّروا الفجوات بين اللغات والثقافات، وساهموا في بناء جسور الفهم والتواصل بين الشعوب. وقد اختير هذا التاريخ تخليدًا لذكرى القديس جيروم، أحد أبرز المترجمين في التاريخ، الذي ترجم الكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية، واضعًا بذلك حجر الأساس لمهنة الترجمة كما نعرفها اليوم.
إن تيار المستقبل السوري، إذ يحيي هذه المناسبة، يؤكد على أهمية الترجمة كفعل حضاري وإنساني، لا يقتصر على نقل الكلمات فحسب، بل يشمل نقل المعاني، وتبادل القيم، وتوسيع آفاق المعرفة، فالترجمة كانت ولا تزال أداة مركزية في نهضة الأمم، وفي تعزيز التعددية الثقافية، والانفتاح على الآخر، وترسيخ مفاهيم الحوار والتسامح.
يرى تيار المستقبل السوري في ظل ما تمرّ به سورية من تحولات عميقة، بأن الترجمة ركيزة أساسية في بناء سورية الجديدة، سورية المنفتحة على العالم، المتصالحة مع ذاتها، والمستندة إلى إرثها الحضاري المتنوع، سورية التي تكرّس حرية الفكر، وتحتفي بالتعدد اللغوي والثقافي، وتؤمن بأن المعرفة حق للجميع، سورية التي تضع الترجمة في قلب مشروعها التربوي والثقافي، وتدعم المترجمين والمؤسسات المعنية، وتُدرج الترجمة ضمن أولوياتها الوطنية.
إننا في تيار المستقبل السوري، ندعو إلى:
- إطلاق استراتيجية وطنية للترجمة تشمل دعم المترجمين، وتطوير برامج تعليمية متخصصة، وإنشاء مراكز بحثية تُعنى بالترجمة والتواصل الثقافي.
- تعزيز حضور اللغة العربية في المحافل الدولية عبر ترجمة الإنتاج السوري إلى لغات العالم، ونقل المعرفة العالمية إلى العربية.
- ترسيخ ثقافة الترجمة في المجتمع السوري بوصفها أداة للنهضة، والانفتاح، والتجديد.
في هذا اليوم، نُحيّي كل مترجم ومترجمة، ونثمّن جهودهم في خدمة الحقيقة والمعرفة، ونؤكد أن سورية الجديدة لن تُبنى إلا على أسس من التعدد، والانفتاح، والاحترام المتبادل، وهي القيم ذاتها التي تحملها الترجمة في جوهرها.