في الأول من آب/أغسطس 2025، استقبلت وزارة الثقافة السورية وفدًا يمثل مؤسسة دمشق للثقافة والفكر والفنون والتنمية، في خطوة أولية نحو انتقال نشاط المؤسسة من الخارج إلى الداخل السوري.
وقد تأسست المؤسسة بتاريخ 15 نيسان/أبريل 2012 في القاهرة، ورافقت بصوتها الثقافي مسيرة الثورة السورية، مدافعة عن حرية التعبير والهوية المدنية والوطنية.
ويتابع المكتب العلمي في تيار المستقبل السوري هذه العودة باهتمام عميق، معتبرًا أنها تمثل تحولًا استراتيجيًا في إعادة إنتاج المجال الثقافي السوري، بعيدًا عن الاحتكار الرمزي والخطابات السلطوية. كما أن إعلان إشهار المؤسسة رسميًا في الداخل السوري، بعد تسجيلها سابقًا كمؤسسة غير ربحية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، يفتح الباب أمام صياغة "عقد ثقافي اجتماعي جديد" يليق بسورية ما بعد النزاع.
من هذا المنطلق، نؤكد على المبادئ التالية:
- استقلالية المؤسسة الثقافية في الرؤية والتمويل والممارسة، شرط أساسي لضمان صدقيتها وفاعليتها في التعبير عن المجتمع لا عن السلطة.
- تعددية السردية الثقافية السورية مطلب جوهري؛ فالثقافة ليست امتدادًا إداريًا للدولة، بل فضاء للتعبير والتفاعل، يضم كافة المكونات المجتمعية والهويات الفرعية.
- الشراكة المشروطة مع الدولة يجب أن تكون مدفوعة بمبدأ احترام الاستقلالية، لا الهيمنة الرمزية أو إعادة إنتاج أدوات السيطرة السابقة.
- المسؤولية التوثيقية للمؤسسات الثقافية تقتضي حفظ ذاكرة الثورة والتحول الاجتماعي، بعيدًا عن الطمس أو إعادة كتابة التاريخ وفق مصالح سياسية ضيقة.
إن تيار المستقبل السوري يرى في عودة مؤسسة دمشق خطوة أولى، لكنها اختبار حقيقي لقدرة الدولة والمجتمع على تأسيس فضاء ثقافي تعددي، مستقل، ينهض بسورية نحو قيم المواطنة، والعدالة، والابتكار. ونعمل من موقعنا في تيار المستقبل السوري، سياسيًا وفكريًا، على دعم هذا التوجه، وتوفير الشروط الضرورية لنجاحه.