يقف تيار المستقبل السوري في هذا اليوم الأليم، بقلوب مثقلة بالحزن والإجلال، متذكرًا ضحايا مجزرة الغوطة الكيماوية التي ارتكبها النظام السوري البائد في 21 آب/أغسطس 2013، ذلك اليوم الذي لوّثت فيه قذارة الطغاة سماء سورية، فارتقى أكثر من 1400 شهيد، بينهم 890 طفلًا وسيدة، خنقتهم غازات السارين والخردل في زملكا وجوبر وعين ترما والمعضمية.
أرواح بريئة رحلت بلا دماء ولا أشلاء، بل بخيانة الإنسانية وصمت العالم.
يتسائل تيار المستقبل السوري كيف يمكن لقلب أن يتحمل صورة مئات الأطفال الذين أغلقت أنفاسهم الصغيرة؟
كيف لنا أن ننسى أمهات فقدن أبناءهن، وآباء دفنوا أحلامهم تحت ركام الظلم؟
هؤلاء الشهداء، هم "كِبارُ هذا العالم"، ومأساتنا التي أودت بحياة مليون شهيد لم يعرف التاريخ مثيلًا لها. ومع ذلك، ما زال البعض يزاود على جراحنا، وكأن دماء شعبنا ليست كافية لإيقاظ ضمير البشرية.
يدعو تيار المستقبل السوري ألا ننسى أيضًا مجازر الكيماوي الأخرى التي لوثت أرض سورية: خان العسل في ريف حلب (19 آذار 2013)، خان شيخون في ريف إدلب (4 نيسان 2017)، ودوما في الغوطة الشرقية (7 نيسان 2018)، فكل قطرة دم، وكل نفس اختُنق، هو وصمة عار على جبين الإنسانية التي تقاعست عن نصرة شعبنا يومها.
نجدد في تيار المستقبل السوري العهد لشهدائنا بأن دماءهم لن تذهب هدرًا، ونطالب المجتمع الدولي بمحاسبة المجرمين، ونؤكد التزامنا ببناء سورية الحرة التي تحفظ كرامة أبنائها وتكرم تضحياتهم، وتشدد على أن طريق العدالة طويل، لكن إرادة شعبنا أقوى من كل الطغاة، كما أكدنا في بياننا السابق بعنوان "حول الذكرى 11 لمجزرة الكيماوي في الغوطة" الصادر في 21 آب/أغسطس 2024، وأيضا لنستذكر بألم ووعي هذه الجريمة التي قتلت 1144 سورية اختناقًا.
إننا في تيار المستقبل السوري سنبقى نشدد على ضرورة إحياء الذكرى سنويًا لتبقى ماثلة في الذاكرة الثورية، مع ملاحقة مجرمي الحرب لمنع تكرار مثل هذه الجرائم، وانتقال البشرية نحو العدالة والسلام.