القرارات التنظيمية الجديدة التي أصدرها مجلس التعليم العالي والبحث العلمي

يتابع المكتب العلمي لـِ تيار المستقبل السوري باهتمام بالغ التطورات الإيجابية في قطاع التعليم العالي في سورية، خاصة في ظل المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد نحو بناء نظام تعليمي عادل وشفاف يعكس تطلعات الشعب السوري.
وفي هذا السياق، نرحب بالقرارات التنظيمية الجديدة التي أصدرها مجلس التعليم العالي والبحث العلمي، بتاريخ 19 آب 2025، والتي تمثل خطوة جريئة نحو إصلاح جذري يعالج إرث الفساد والتمييز الذي خلفه النظام السابق.

يرى تيار المستقبل السوري أن اعتماد مفاضلة مركزية موحدة رقمية للقبول في برامج الدكتوراه، بناءً على معايير الكفاءة والنجاح الأكاديمي، يعزز مبدأ الشفافية والعدالة في التعليم العالي، كما أن إلغاء شرط النشر الخارجي لمرة واحدة هذا العام يأتي كإجراء واقعي يأخذ بعين الاعتبار التحديات الاقتصادية والبنية التحتية التي يواجهها الباحثون السوريون، مما يفتح الأبواب أمام جيل جديد من العلماء دون عوائق إدارية مصطنعة.

ومع ذلك، ندعو إلى وضع آليات طويلة الأمد لتعزيز النشر العلمي الدولي، بما في ذلك برامج دعم للباحثين وشراكات مع المؤسسات الأكاديمية العالمية، لضمان ارتقاء جودة البحث العلمي في سورية إلى المستويات الدولية.

يعتبر تيار المستقبل السوري أن تنظيم أوضاع طلاب جامعات إدلب وحلب، من خلال تطبيق قواعد التحويل المماثل وتغيير القيد اعتبارًا من العام الدراسي 2025-2026، إنجازًا هامًا يعزز الوحدة الوطنية ويضمن تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب السوريين.
ونرى هذا الإجراء يساهم في إعادة دمج المناطق المحررة قبل التحرير التام في النسيج التعليمي الوطني، مما يعالج الانقسامات التي فرضتها سنوات الصراع.
وفي الوقت نفسه، نؤكد على أهمية توفير الدعم اللوجستي والتدريبي للكوادر الأكاديمية في هذه المناطق، لضمان سلاسة عملية التحويل ومواءمة المناهج الدراسية مع المعايير الوطنية.

يعتبر تيار المستقبل السوري أن إلغاء المفاضلات الخاصة السابقة، بما في ذلك تلك المخصصة لأبناء الشهداء والجرحى والمفقودين، والقبول المباشر لأبناء حاملي وسام الجمهورية، والمفاضلة الخاصة بالطلاب المغتربين المنحدرين من أصول سورية، بأنها خطوة حاسمة لمكافحة الفساد الذي كان يُمارس تحت غطاء هذه الممارسات في عهد النظام المخلوع.
وأن هذه القرارات تعكس التزامًا بمبدأ المساواة أمام القانون والفرص، إلا أننا نحذر من أن إزالة هذه المفاضلات دون تقديم بدائل داعمة قد تؤثر على الفئات الاجتماعية المتضررة من الحرب. لذلك، ندعو إلى إنشاء برامج منح دراسية ودعم مالي مخصص لأبناء الشهداء والجرحى، بالتعاون مع المنظمات الدولية، لضمان عدم استبعادهم من مسيرة التعليم.

يعتبر تيار المستقبل السوري أن دمج "جامعة حلب في المناطق المحررة" مع جامعة حلب الأم خطوة استراتيجية تعزز وحدة المؤسسات الأكاديمية وتوحد الجهود نحو تطوير التعليم العالي.
كما أن اعتماد صدور التقويم الجامعي للجامعات الخاصة بشكل مركزي وموحد، إلى جانب مد مهلة الاعتماد الأكاديمي للجامعات غير المطابقة للمعايير بستة أشهر إضافية، يعكس نهجًا متوازنًا يجمع بين الإصلاح والمرونة، مما يتيح للجامعات الخاصة استكمال الشروط اللازمة دون تعطيل العملية التعليمية.

يؤكد المكتب العلمي لـِ تيار المستقبل السوري على أن هذه الإصلاحات تمثل بداية واعدة لبناء نظام تعليمي يعتمد على الكفاءة والشفافية، ويساهم في إعادة إعمار سورية العلمي والثقافي. ومع ذلك، ندعو إلى توسيع هذه الجهود لتشمل إعادة تأهيل البنية التحتية الجامعية، جذب الكوادر الأكاديمية المهاجرة، وتعزيز الشراكات الدولية مع منظمات مثل اليونسكو لتوفير التمويل والخبرات اللازمة.
إيماناً منا بأن مستقبل سورية يعتمد على جيل مثقف ومؤهل علميًا، وسنستمر في دعم كل الجهود التي تخدم هذا الهدف.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع