يتابع تيار المستقبل السوري بقلق بالغ تداعيات الانفجار المروع الذي وقع في مستودع ذخيرة قرب بلدة معرة مصرين بريف إدلب، يوم الخميس 2025/07/25م، والذي أسفر عن وقوع شهداء وجرحى من المدنيين، معظمهم من أهالي المخيمات المجاورة.
إن حجم الدمار الإنساني والمادي، وموقع الانفجار المتداخل مع الأحياء السكنية، يكشفان مرة أخرى عمق الخلل في إدارة ملف السلاح خارج الإطار الوطني الشرعي، ويطرحان سؤالاً جوهرياً حول مسؤولية القوى العسكرية تجاه المجتمع المدني، وغياب منظومة السلامة والشفافية في تخزين الذخائر.
يحمل تيار المستقبل السوري كافة الجهات العسكرية والمدنية الفاعلة في المنطقة مسؤولية أخلاقية وقانونية كاملة عن هذا الحادث، وندعو إلى تحقيق مستقل، وشفاف، يخضع لمعايير دولية ويشرف عليه خبراء قانونيون وميدانيون محايدون.
يطالب تيار المستقبل السوري بقرار وطني ملزم، يصدر عن سلطة شرعية سورية جامعة، يحظر تخزين الأسلحة والذخائر قرب المناطق السكنية والمخيمات، ويؤسس لهيئة رقابة مهنية مستقلة للإشراف على عمليات التخزين والإتلاف وفق قواعد السلامة المعتمدة دولياً.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن استمرار هذه الممارسات يعكس غياب العقد الاجتماعي العسكري، ويهدد ما تبقى من الثقة بين المواطن والسلطة الحامية المفترضة، ويقوض مساعي بناء جيش وطني يحتكم إلى القانون لا الولاء، ويضع حياة الإنسان في صلب عقيدته.
يهيب تيار المستقبل السوري بكافة القوى السياسية والمدنية إلى تحويل هذه الفاجعة إلى نقطة تحول في النقاش العام حول إعادة هيكلة القطاع العسكري والأمني في سورية، ووضع مبادئ السلامة، والمساءلة، والاحتراف في صلب الإصلاح الدستوري والمؤسساتي المنشود.
يرى تيار المستقبل السوري أن حماية المدنيين ليست خياراً سياسياً، بل هي حجر الأساس في أي مشروع وطني جامع، وإن غياب الأمن ليس قدراً بل نتيجة لسلوكيات ممنهجة يمكن – وبل يجب – تغييرها.