يتابع تيار المستقبل السوري بإيجابية المبادرة الحكومية الرامية إلى إزالة الرموز التي تمجّد عهد الاستبداد من ساحات ومدارس ومرافق عامة، والتي أطلقت يوم الأربعاء 2025/07/23م، ضمن إطار ما يُوصف بـ"الهوية البصرية الجديدة" لسورية.
إذ نعتبر أن هذه الخطوة، وإن جاءت متأخرة، فإنها تفتح بابًا مهمًا نحو تحرير المجال العام من آثار التمجيد الفردي والتسلط الرمزي الذي رسّخه النظام السوري لعقود.
إن إزالة أسماء المشافي والمدارس والساحات التي تحمل رموزًا للسلطة الفردية هي فعل تأسيسي يُعيد توجيه الذاكرة الجمعية نحو قيم الحرية والكرامة والعدالة، ويُشكّل جزءًا من مسار أوسع للعدالة الانتقالية يجب ألّا يُختزل في الرمزية، بل يُستكمل بالمحاسبة، التوثيق، والمصالحة الوطنية.
نؤكد في تيار المستقبل السوري على المبادئ الآتية:
1. أن إزالة الرموز السلطوية يجب أن تُبنى على مشاركة مجتمعية شفافة، تُراعي التعددية السورية، لا أن تعيد إنتاج سردية انتصار فئوي على حساب آخر.
2. أن اختيار البدائل الرمزية يجب أن يُكرّم القيم المؤسسة للدولة السورية الجديدة، ويُحتفي بالتنوع الثقافي والتاريخي للشعب السوري، بعيدًا عن تمجيد رموز جديدة أو شخصيات حزبية.
3. أن الفضاء العام هو ملكٌ للسوريين جميعًا، ويجب أن يُدار بمنطق العقد الاجتماعي الجديد، القائم على المواطنة والمساءلة والحق في المعرفة.
4. أن هذه الخطوة يجب أن تترافق مع مراجعة للمناهج الدراسية، وسائل الإعلام الرسمي، وشكل الخطاب الثقافي العام، لضمان اتساق الرمزية مع مشروع التحرر الوطني.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى تشكيل هيئة مستقلة من مؤرخين وفنانين وقانونيين وممثلين عن المجتمع المدني، تتولى مهمة إعادة تعريف الهوية البصرية السورية في الفضاء العام، بما ينسجم مع روح التعددية والديمقراطية والعدالة التي ننشدها في سورية المستقبل.