تيار المستقبل السوري يُتابع باهتمام بالغ الجهود الناجحة لإعادة افتتاح سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية في دمشق بعد إغلاق دام 13 عاماً، حيث إننا نعتبر هذه الخطوة مُبادرةً دبلوماسية إيجابية تُعزّز مسار إعادة الانفتاح الدولي على سورية، وتُرسي أساساً لتعاونٍ بناءٍ يخدم مصالح الشعوب ويُساهم في استقرار المنطقة والعالم.
تيار المستقبل السوري يعتبر قرار ألمانيا افتتاحَ سفارتها، كدولةٍ ذات ثقلٍ أوروبي ودولي، يُشكّل اعترافاً ضمنياً بأهمية الحوار المباشر واحترام سيادة الدول ومبادئ القانون الدولي، كما أنه يُعبّر عن رغبة جادّة في تجاوز مرحلة الصراع، والانتقال إلى مرحلة التعافي وإعادة الإعمار، بما يضمن حقوق الشعب السوري في العيش بكرامةٍ وسلام.
تيار المستقبل السوري يرى في هذا القرار فرصةً لتعزيز الثقة المتبادلة بين سورية والمجتمع الدولي، ولهذا نُشدّد على ضرورة أن يكون هذا الانفتاح شاملاً، عبر رفع العقوبات، ودعم الجهود الإنسانية والتنموية، واحترام إرادة السوريين في تقرير مصيرهم دون تدخلٍ خارجي.
تيار المستقبل السوري يُثمّن الخطوة الألمانية، كما نطالب كافة الدول التي ما زالت تُغلق سفاراتها في دمشق أو تُقيّد علاقاتها مع سورية، أن تُسرع بمراجعة مواقفها، وأن تتبع النهج ذاته القائم على الحكمة والدبلوماسية الواقعية، فالعزلة لا تُنتج سوى المزيد من المعاناة، فيما يُعدّ الحوار والانفتاح الطريقَ الأمثل لتحقيق الأمن والازدهار المشترك.
تيار المستقبل السوري يؤكد التزامنا كتيارٍ سياسي سوري بالعمل الجادّ مع كل الأطراف الدولية والإقليمية الراغبة في دعم مسار سياسي شامل، يُنهي الأزمة السورية، ويُعيد إطلاق الحلول المستدامة القائمة على العدالة وحقوق الإنسان، كما نعتبر أن عودة الحياة الدبلوماسية إلى دمشق خطوةٌ ضروريةٌ لتعزيز الشراكة الدولية في مواجهة التحديات المُشتركة، من الإرهاب إلى تغير المناخ، مروراً بأزمات اللجوء والاقتصاد.
تيار المستقبل السوري يأمل أن تكون هذه الخطوة بدايةً لمرحلةٍ جديدةٍ تُعيد سورية إلى مكانتها الطبيعية كجسرٍ للتواصل بين الحضارات، وكعاملِ استقرارٍ في منطقةٍ تَعرِفُ أكثر من غيرها ثمن الحروب وضرورة السلام.