مسألة الحوار الوطني هي مسألة في غاية الأهمية و لكنها في غاية الصعوبة أيضا وهي مسيرة مليئة بالمطبات و الحفر والصعوبات.
عادة ما تلجأ الأمم للحوار عندما تعجز الآليات الدستورية و القانونية عن معالجة الأزمات وقد تلجأ الأمم أيضا للحوار في مراحلها التأسيسية والتي هي ربما حالة الدولة السورية الجديدة.
لكن الحوار يجب أن لا يكون غاية و إنما هو وسيلة لحل المشكلات و تجاوز المخاوف.
لذلك لا بد للمتحاورين من أن يمتلكوا صفة تمثيلية تؤهلهم للقدرة على ابداء الرأي النافذ والمعبر عن طموحات و هواجس فئات اجتماعية كبيرة، لأنه شئنا أم أبينا هؤلاء المتحاورين لا يتحاورون بصفتهم الشخصية أو الفردية و إنما بصفتهم التمثيلية.
الصفة التمثيلية أولا، والكفاءة ثانياً والنزاهة ثالثاً.
لأنه من دون النزاهة والكفاءة يفقد عضو مؤتمر الحوار القدرة على الفصل بين مصالحه الشخصية و المصلحة العامة و من الضروري جداً ابتعاد أصحاب المصالح عن مراكز النقاش والحوار واتخاذ القرار.
اختيار هذه النوعية من الشخصيات ربما تكون أصعب مراحل الحوار لأن امتلاك هذه الصفات للمتحاورين بالضرورة سيؤدي لنجاح الحوار.
فلا بد من آلية دقيقة لعملية الاختيار تنبع من رأي مشترك لكل أعضاء اللجنة التحضيرية بالتعاون مع الشخصيات الاعتبارية و الفكرية والمرجعيات الوطنية والدينية والاجتماعية.
طريقة الحوار و آليته وموضوعاته، هي التحدي الثاني، حيث لا بد من آلية متقدمة متطورة تعتمد على اللجان الصغيرة وليس الخطابات الدعائية و أن تتم مناقشة الموضوعات التي تهتم بالأزمات الكبرى و ليس التفاصيل الصغيرة وعلى رأس هذه الموضوعات يجب ان تكون الخطة الدقيقة والمرتبة للمرحلة الانتقالية بما يضمن معالجة اقتصادية وسياسية متوازية للمشكلات الآنية للمواطنين.
التحدي الثالث هي مخرجات مؤتمر الحوار والتي يجب أن تكون مقررات تنتقل مباشرة إلى حيز التنفيذ و تكون دقيقة وواضحة وصريحة تبتعد عن المماطلة أو المواربة وتنفذ مباشرة إلى قلوب الناس وعقولهم و تعطي جرعة كبيرة من الشعور بالتفاؤل والاستقرار.
و في النهاية كل التمنيات بالتوفيق للجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني.
المكتب السياسي
الدكتور نوار نجمة
قسم البحوث والدراسات
باحثون مستقلون
تيار المستقبل السوري
