تيار المستقبل السوري والولاء السياسي

في العمل السياسي، تتباين التصورات، مما يؤدي إلى تنوع التيارات والأحزاب، يمينية ويسارية وغيرها. يُعتبر هذا التنوع إثراءً ونافعًا للمجتمع، دليلًا على صحة كيان الدولة. إن بقاء الأهداف ضمن "التيار الوطني" يُنسّق هذه الاختلافات، ويجعلها جزءًا من تنوع صحي ومرغوب فيه. فالتيار الوطني كالنهر الذي تغذيه تيارات سياسية متنوعة، يُثريه ويُجدده.

لذا، من واجب السياسيين ورجالهم الحفاظ على دولتهم من أي تبعية سياسية لجهة خارجية.

من هذا المنطلق، يهدف مؤسسو تيار المستقبل السوري إلى "التركيز على تحرير التيار الوطني من التبعية السياسية".

يُميّز تيار المستقبل السوري بين التعاون القائم على المصالح المشتركة مع الدول والجماعات والكيانات غير السورية، والولاء لها بإلغاء الهوية الوطنية، والانتقال من حالة التعاون المتساوي إلى حالة التبعية التبعية.

يؤمن تيار المستقبل السوري بحق كل سوري، أفرادًا كانوا أم كيانات، في الامتداد والعمق الإقليمي، بل وحتى الدولي. ولا ينبغي اعتبار هذا الامتداد مجرد اتهامات بالخيانة أو التجسس، بل هو مصدر قوة ومفتاح لعلاقات تخدم الوطن وتبني جسور التواصل بين الشعوب، ما لم يثبت العكس.

يؤمن تيار المستقبل السوري بأن السياسي الحر والكيانات الأصيلة تعمل لمصلحة وطنها وشعبها. فإن انحرفت عن هذه المهمة لخدمة مصالح خارجية لأسباب سياسية، فإنها تُصبح نقمة على نفسها وعلى وطنها، وتُشكل خيانة عظمى يجب رفضها ومحاسبتها بموجب القانون.

يرى تيار المستقبل السوري أن التنوع السياسي السوري لا يجب أن يحيد عن خدمة الشعب السوري ومصالح الوطن. لقد رهنت سلطات الأمر الواقع الحالية نفسها سياسيًا للخارج، مما أدى إلى خسارتها وخسارة الوطن. نحن في منعطف حرج في تاريخ سورية، ولا يزال هناك وقت للعودة إلى الحضن الوطني قبل فوات الأوان.

يعتقد تيار المستقبل السوري أن حدود سايكس بيكو لم تُرسم بإرادة الشعب أو رغبته، بل هي واقع. والابتعاد عنها نحو مشاريع سياسية خارجية عابرة للحدود عاملٌ لمزيد من التفكك، وهو ما نرفضه.

يؤمن تيار المستقبل السوري بأن تحقيق أي هدف دولي نبيل لا يعني تدمير الوطن أو رهنه للأجانب. فنجاح الجميع يتطلب نجاح كل طرف، لذا فإن تحرير التوجه الوطني أمرٌ جوهري وضروري حتى للحركات الدولية.

يؤمن تيار المستقبل السوري بأن الولاء السياسي قد يكون داخليًا، لا خارجيًا فقط، وهو بنفس القدر من الخطورة. فالولاء الداخلي يُشرذم الشعب، ويُعادي بعضه بعضًا، ويُقسّمهم إلى مشاريع سياسية مُعادية أو تحالفات بين أقليات مهزومة أو أغلبيات وهمية، مما يُلحق الضرر بالوطن ومواطنيه.

يسعى تيار المستقبل السوري إلى تقوية التوجه الوطني وتحصينه وحمايته من الانهيار، ويعمل مع جميع الوطنيين على النهوض به. ولا يهاب أي توجه سياسي طالما حافظ على التوجه الوطني. يمد تيار المستقبل السوري يده إلى جميع أبناء الشعب السوري، المهتمين بالمصلحة العامة، بهدف تعزيز أصالة التوجه الوطني وتحريره من أي تبعية سياسية داخلية أو خارجية.

شاركها على:

اقرأ أيضا

منتدى الأعمال السوري الكوري

منتدى الأعمال السوري الكوري الذي أقيم في الشيراتون بحضور الدكتور زاهر بعدراني.

5 ديسمبر 2025

إدارة الموقع

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع