ورقة تيار المستقبل السوري للقوى السورية الديمقراطية
عرض تيار المستقبل السوري يوم الخميس الماضي بتاريخ 2024/18/07م ورقة عمل على لقاء القوى السورية الديمقراطية وجاء فيها ما يلي:
بداية يشكر تيار المستقبل السوري الأصدقاء في القوى السورية الديمقراطية قبولهم الدعوة لعقد الاجتماع.
هو اجتماع تنسيقي يدور حول محورين:
المحور الأول: تجلية الواقع وقراءته بشكل موضوعي، قبل الخروج بموقف نتفق عليه، وربما يتمخض عنه بناء مواقف موحّد، ولهذا يمكن القول أن هذا المحور ينقسم بدوره إلى:
1- الواقع السوري اليوم، والذي يمر بمنعطف جديد بعد الرقود النسبي الذي كان بالمرحلة الماضية:
- في الجنوب هناك حراك السويداء المدني الذي يحاول النظام السوري ادإغراقه بالتفاصيل والملل، ومحاولات جره لحقل حمل السلاح (وهو ملعبه) الذي يتقنه، وبالتالي يحتاج منا موقفاً داعماً لحراكهم ومثمناً استمراره، إضافة إلى الحراك في درعا، والذي تسعى ايران إلى التغلغل فيه من زاوية منطقة كناكر، وإلى إشعال الصراعات العائلية والعشائرية، ما يُلقي بثقل كبير على الوطنيين أن يضطلعوا بدور أكبر للوقوف ضد تلك المساعي.
- في الشمال الشرقي الذي تسعى الإدارة الذاتية لفرض هيمنتها عليه، وربط المنطقة بحزب العمال الكردستاني وفكر عبد الله أوجلان، وبالتالي استعداء وحفيظة الدولة التركية على المنطقة، وإفشال كل مساعي الوفاق بين السوريين مثل المقترح الذي دعمه تيار المستقبل السوري بما أسميناه “تجربة ألمانية الغربية”.
- في الشمال الغربي والذي يشهد حراكاً سلمياً في مناطق هيئة تحرير الشام خصوصاً في منطقة بنش، التي تحاول -الهيئة- أن تحتكر النشاطات كافة في المنطقة وتُخضع المدنيين لهيمنتها دون السماح للرأي الآخر بالتواجد، وكذا المناطق الخاضعة للمعارضة السورية (الجيش الوطني والائتلاف) فهي ترزح تحت وقع انهيار اقتصادي وغياب للخدمات وفقدان للأمان وتفتت بمؤسسات المعارضة من خلال المحاصصة العشائرية والعائلية، أضف لذلك حالة الحنق الشعبي من استمرار الممارسات التركية بالتضييق على السوريين في تركيا وترحيلهم قسرياً باسم العودة الطوعية.
2- الواقع الخارجي المؤثر بالساحة السوري والذي يتجلى بعدة قضايا:
- التقارب العربي مع النظام السوري والاستمرار بمبادرة الخطوة بخطوة رغم كل المعوقات التي تمر بها، ورغم عدم وجود عصا مع المبادرة العربية.
- التطبيع التركي مع النظام السوري ودعوات التقارب الذي تهرول إليه الحكومة التركية والمعارضة معاً، ما يشي بمرحلة خطيرة قد تجعل مكتسبات الثورة مهددة إن لم يكن لنا موقف مقاوم.
- التضييق على اللاجئيين في كل من تركيا ولبنان ومصر، والدعوات الغربية إلى إيجاد مناطق آمنة في سورية لعودة السوريين المهاجرين بالقوة دون انتظار الحل السياسي.
- الموقف الأوروبي والأمريكي الثابت حتى الآن على عدم الاعتراف بأي خطوة للتطبيع مع النظام السوري، ولكن مع عدم وجود ممانعة قانونية أو سياسية مع الدول المطبعة، مع السعي الحثيث لإيقاف قانون منع التطبيع في أمريكا من قبل شخصيات دولية وأممية وسورية!.
إذاً هذا هو الواقع السوري الذي وإن اختلفت وجوهه، لكنها تتفق على:
- الانهيار الاقتصادي.
- فشل أي مبادرة سياسية لانهاء الحرب والانتقال نحو مجلس تأسيسي وطني أو ما أسميناه في تيار المستقبل السوري بإحدى أوراقنا البحثية بـ (طائف سوري) يننقل بسورية من مرحلة التفتت والصراع العسكري الداخلي – الخارجي، إلى مرحلة التنافس السياسي وبناء الدولة الوطنية.
النقطة الثانية: الموقف الذي يجب اتخاذه من قبل القوى السورية الديمقراطية.
لاشك أن القوى الوطنية مصابة بالعجز والكسل وفقدان البوصلة العملية، والالتفات إلى قضايا لاتمس صلب الحالة المأساوية السياسية السورية، والغرق في تفاصيلها، وكأنه أريد لنا أن نغرق بهذه التفاصيل وننشغل بها لنترك التفاعل مع القضايا المصيرية لغيرنا.
السردية السابقة بالنقطة الأولى تحيلنا إلى تقسيم القضايا المهمة والأكثر أهمية، والتي نراها مع التطبيع التركي إضافة للتضييق على السوريين في تركيا هي الأولوية الكبرى لما لها من تأثير مباشر على وقوي على الحالة السورية، وعليه فإننا في تيار المستقبل السوري نقدم تصورنا لما يمكن القيام به هنا في لقاء القوى السورية الديمقراطية لنناقشه ونخرج باقتراحات معكم حولها:
- إنشاء رسائل وبيانات مخصصة تُبين موقفنا من التطبيع التركي والتضييق على السوريين بتركيا.
- إرسال هذه الرسائل والبيانات بشكل مخصص إلى:
أ. الحزب الجمهوري الأمريكي + مكتب دونالد ترامب + الحملة الإنتخابية لترامب، بشكل متزامن ويمكن لتيار المستقبل السوري لعلاقته الوثيقة معهم أن يساهم بالمساعدة بإيصال الرسالة للمكان المناسب.
ب. رسالة إلى الإئتلاف الوطني بوصفه مؤسسة سورية (فموقفنا السلبي منها لا يعني قطع شعرة معاوية معها)، انطلاقا من موقفنا الرافض لفكرة الهدم الكلي للمؤسسات بل السعي لاصلاحها ما أمكن!! والطلب من الإئتلاف التوجه بمؤسساته إلى دولة ثانية، أو العودة إلى الداخل السوري (وهو الأولى به منذ زمن)، وترك المقرات خارج سورية مع فتح قنوات تواصل لدى كل الدول الصديقة للمعارضة السورية، وتوسيع قاعدة الائتلاف لتشمل كل القوى الفاعلة على الأرض (شرطا رئيسا منا لدوامه على رأس مؤسسات الثورة والمعارضة)، إضافة إلى فتح قنوات تواصل مع الشمال الشرقي والجنوب بفرعيه درعا والسويداء، والسعي لإدخال القوى هنا ضمن الائتلاف الوطني.
جـ. فتح قنوات تواصل مع ساحة الكرامة بالشمال السوري فوراً، واعتبارها الحامل المؤثر بالداخل للاصلاح الذي نسعى إليه، وإظهار دعمنا لساحة الكرامة بالشمال والسعي للانخراط بها وتوجيهها وطنيا وديمقراطيا، وقد قام المكتب السياسي في تيار المستقبل السوري بإصدار بيان داعم وموجه للحراك بالشمال بعنوان “حول مطالب الشارع الثوري في الشمال السوري” والذي صدر بتاريخ 10-07-2024م، تحت رقم (م.س 04-07-24).
د. إرسال رسالة للحكومة التركية والمعارضة التركية بشكل مدروس كل بخطاب يناسبه، نشجعهم فيه على حماية الشعب السوري في تركيا، ونبين موقفنا الرافض لأي فكرة تطبيع مع النظام السوري واعتبار ذلك مهددا للمصالح التركية وللعلاقة بين البلدين (ونخص حزبي أربكان وأوغلو).
هـ. إرسال رسالة لجامعة الدولة العربية حول تمسك القوى الديمقراطية بالحضن العربي، وأهمية دور الجامعة العربية باعتبارها ثقلاً وازنا لعمل تسوية سورية، وليس لدعم النظام السوري، ورفضنا لأي عملية تطبيع بين الدول العربية منفردة أو مجتمعة مع النظام السوري، واعتبار ذلك مهددا للمصالح العربية وللعلاقة بين البلاد العربية.
أخيراً، إننا في تيار المستقبل السوري إذ نشكر للقوى السورية الديمقراطية مشاركتها تصورنا، والتنسيق حول موقف جامع موحد يُساهم بدور أكبر للقوى السورية الديمقراطية، ويكون عاملاً إيجابياً في الساحة السورية، فإننا نسعى لمزيد تنسيق بيننا على قاعدة الهم المشترك، والهدف الموحد، نحو بناء دولة وطنية ديمقراطية على كامل الخريطة السورية.
المكتب السياسي
قسم البحوث والدراسات
مقالات
تيار المستقبل السوري