المكتب الإعلاميرموز وأعلام الدّولة في سوريةكاتبوا التيار
رموز وأعلام الدّولة في سورية (5) ابراهيم هنانو
- ولد “إبراهيم هنانو” أبو طارق، في بلدة «كفر تخاريم» في محافظة إدلب.
- نشأ في أسرة غنية، والده سليمان آغا أحد أكبر أثرياء مدينة كفر تخاريم، ووالدته بنت الحاج علي الصرما من أعيان كفر تخاريم.
- أتم الدراسة الابتدائية في كفر تخاريم، ثم انتقل إلى حلب حيث أتم دراسته الثانوية.
- أخذ إبراهيم أربعة آلاف ليرة ذهبية من والده بدون علمه ليدرس بالجامعة السلطانية في الأستانة، وعاد إلى أهله بعد أربع سنين.
- غادر مرة ثانية إلى إسطنبول لينهي دراسة الحقوق بعد ثلاث سنوات أخرى.
- أثناء عمله في إسطنبول، تزوج بفتاة من أرضروم، ورزق منها بابنته نباهت، وبعد ولادتها باثنتي عشرة سنة رزق بابنه طارق، وبه يُكنى.
- توفيت زوجته بعد ولادة ابنه طارق بخمسة عشر يوماً.
- بعد إنهاء دراسته عُين مديراً لناحية في ضواحي إسطنبول لمدة ثلاث سنوات، وتزوج هناك.
- بعد انقضاء المدة تم تعينه قائم مقام بنواحي أرضروم ليبقى فيها أربع سنوات.
- ثم تعينه بعدها قاضي تحقيق في كفر تخاريم، حيث بقي فيها ما يقارب ثلاث سنوات.
- انتخب عضوا في مجلس إدارة حلب لمدة أربع سنوات.
- عين بعدها رئيسا لديوان الولاية لمدة سنتين، وذلك عند رشيد طليع والي حلب.
- تم انتخابه ممثلاً لمدينة حلب في المؤتمر السوري العام في دمشق في دورة (1919م – 1920م).
- قام الفرنسيون بعد معركة ميسلون بتقسيم سوريا الشمالية إلى خمس دول (دولة دمشق، دولة حلب، دولة جبل العلويين، دولة لبنان الكبير، دولة جبل الدروز)، حيث عينت سلطات الانتداب صبحي الحديدي رئيساً لدولة حلب، بدلاً من هنانو.
- تم عقد اجتماع في منزل قائم مقام إدلب عمر زكي الأفيوني في أواخر عام 1919 برئاسة هنانو، لتنظيم شؤون الثورة، وتم الاتفاق على اختياره لتأليف قوات عربية على شكل عصابات من المجاهدين لمشاغلة الفرنسين الذين احتلوا مدينة أنطاكية والتي كانت تحت سيطرة عزة هنانو، أخو إبراهيم، والذي اضطر لتسليم المدينة بناء على أوامر الحكومة العربية في سورية.
- قام هنانو بجمع أثاث بيته وأحرقه معلناً بداية الثورة وقال جملته المشهورة: (لا أريد أثاثاً في بلد مُستعمر).
- كان أول صدام مسلح بين الثوار والقوات الفرنسية في 23 أكتوبر 1919م، حيث استمر القتال قرابة سبع ساعات.
- أقام هنانو محكمة للثورة لكل من يتعامل مع فرنسا أو يسيء للثورة.
- ذاع صيت هنانو وكثر مريدوه، بل إن ابنته طلبت خمسة رؤوس لجنود فرنسيين كمهرٍ لها.
- قام الأمير فيصل بالتوقيع على معاهدة الانتداب مع فرنسا في عام 1920م، الأمر الذي رفضه الكثير من السوريين، وأصبح وضع هنانو بعد فترة صعباً بسبب حاجته الماسة للسلاح والعتاد.
- اضظر إلى الاستعانة بأصدقائه في تركيا لطلب العون.
- بلغ عدد المواجهات مع الفرنسيين التي قادها بنفسه سبعاً وعشرين معركة.
- في معركة مزرعة السيجري، استطاع أسر جنود فرنسيين، وقام باسترداد مناطق واسعة من السيطرة الفرنسية، منها منطقته التي ولد بها كفر تخاريم.
- قام الفرنسيون على إثر ذلك بدخول دمشق، ومن ثم حلب لقمع الثورة، ولجأ هنانو وقواته إلى جبل الزاوية.
- انضم كثيرون إليه مما سمح له بإنشاء قاعدة عسكرية ولتصبح المنطقة مقراً له.
- أطلق عليه أتباعه لقب “المتوكل على الله” بسبب قوله “توكلنا على الله” كلما ذهب مع قواته للإغارة على الفرنسيين.
- قام بنقل منطقة قيادته إلى جبل الأربعين، وازداد عدد أتباعه بسرعة بعد انتصاراته على الفرنسيين.
- قام هنانو بإعلان دولة حلب وإقامة حكومة مستقلة بإدارته.
- بدأت مفاوضات بينه وبين الفرنسيين، واشترط هنانو للبدء بالمفاوضات إيقاف تحرك القوات الفرنسية.
- قام مصطفى كمال أتاتورك بتوقيع اتفاقية مع فرنسا، وأوقف معونته للثوار السوريين، مما أدى إلى إضعاف موقف هنانو في المفاوضات.
- أصر الفرنسيون على أن تصبح الدولة التي يطالب بها في المناطق التي تخضع لثورته (إدلب – حارم – جسر الشغور -أنطاكية)، مكبلة بقيود عسكرية مع الفرنسيين، الأمر الذي رفضه هنانو.
- حكم على هنانو أربع أحكام غيابية بالإعدام من قبل محكمة الجنايات العسكرية الفرنسية.
- مع سيطرة الفرنسيين على الطرق، ونقص الدعم العسكري، إضطر في 1921م إلى مغادرة معاقله إلى الجنوب، حيث حاول التفاوض مع الشريف عبد الله.
- في الطريق إلى شرق الأردن تعرض لكمين قرب جبل الشعر بالقرب من حماة في 16 يوليو 1921م، في معركة مكسر الحصان، حيث فقد معظم من كان معه.
- استطاع النجاة بنفسه، وتم القضاء على ثورته.
- تطلعات هنانو السياسية لم تكن ملائمة للشريف عبد الله، ولم يتم اللقاء بينهما، فأكمل هنانو طريقه إلى القدس، حيث قبض عليه الإنجليز في 13 أغسطس 1921م وسلموه إلى الفرنسيين.
- قُدم إلى محكمة الجنايات العسكرية الفرنسية بتهمة الإخلال بالأمن، والقيام بأعمال إجرامية، وعقدت المحاكمة أول جلساتها في 16 رجب 1340 هـ، الموافق 15 مارس 1922 م، في ظل إجراءات أمن مشددة.
- ترافع فتح الله الصقال أبرز محامي حلب للدفاع عن هنانو، حيث أظهر أن التهمة باطلة كون هنانو خصم سياسي وليس مجرماً، بدليل أن الفرنسيين قبلوا بالتفاوض معه مرتين ووقعوا معه هدنة.
- من قصص محاكمته التاريخية عندما قال رئيس المجلس العرفي العسكري لهنانو: إن الشعب السوري لم يطلب منك إعلان الثورة!! وبدون إذن من الرئيس، وقف سعد الله الجابري وقال: «إننا نحن الذين طلبنا من الزعيم هنانو مقاتلتكم، ونحن لن نتخلى عن مقاتلتكم، مادام فينا وطني واحد، حتى تخرجوا من بلادنا».
- في 25 مارس 1922م طالب النائب العام الفرنسي المحكمة بإعدامه قائلاً «لو أن لهنانو سبعة رؤوس لطلبت بقطعها جميعاً»·
- أطلق القاضي الفرنسي سراح هنانو معتبراً ثورته ثورة سياسية مشروعة، معلناً استقلالية السلطة القضائية الفرنسية عن السلطة العسكرية.
- بعد انتهاء المحاكمة وإطلاق سراح هنانو حاول الصقال أن يُدخل هنانو لشكر رئيس المحكمة على حكم البراءة، فاعتذر الرئيس عن استقبال هنانو في مكتبه قائلاً: أنا لا أصافح رجلاً تلوثت يداه بدماء الفرنسـيين، عند الحكم كنت على منصة القضاء، أما الآن فأنا مواطن فرنسي.
- تولى هنانو زعامة الحركة الوطنية في شمال سورية.
- في عام 1928م، ثم تم تعينه رئيساً للجنة الدستور في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور السوري، إلا أن المفوض السامي الفرنسي سعى إلى تعطيل الجمعية التأسيسية والدستور مما أدى إلى خروج مظاهرات تطالب بتنفيذ بنود الدستور.
- في عام 1932م وفي مؤتمر الكتلة الوطنية انتخب إبراهيم هنانو زعيماً للكتلة الوطنية.
- في عام 1933م لعب هنانو دوراً في استقالة حكومة حقي بيك العظم، بسبب نيتها الموافقة على المعاهدة الفرنسية.
- في أيلول 1933م قام شخص يدعى نيازي الكوسى، بإطلاق النار على هنانو في أثناء وجوده في قريته، إلا أن الرصاص أصاب قدمه، وتم القبض على الكوسى في انطاكية، وحكم بالسجن عشر سنوات، إلا أن المفوض السامي الفرنسي أصدر عفواً خاصاً بحق الكوسى، مما دفع الجميع للاعتقاد بعلاقة الفرنسيين بحادثة الاغتيال.
- بسبب تحركاته الكثيرة بين الجبال بدون ملجئ أو حماية من الجو أصيب هنانو بالسل، و أصبح مرضه مزمناً، وتوفي بسببه في يوم الخميس الموافق 21 نوفمبر 1935م.
- صُلي عليه في الجامع الاموي بحلب.- كان أول من أبلغ بالنبأ، رفيق دربه وجهاده سعد الله الجابري، الذي بادر إلى نعيه إلى رجال الكتلة الوطنية، والملوك والأمراء والوزراء، وكبار الشخصيات العربية، وقد أذن المؤذنون في الجوامع، وقرعت الأجراس في الكنائس، وهي تنعى للأمة زعيمها ورجلها المناضل ابراهيم هنانو.
- شُيع الفقيد الكبير إلى مثواه الأخير، يوم السبت الرابع عشر من تشرين الثاني تشييعاً حافلاً، لم تشهد البلاد مثيلاً له من قبل.
- شارك في التشييع وفود من مختلف الأقطار العربية والمحافظات السورية.
- وبعد أن ووري الجثمان الطاهر الثرى، تسابق الخطباء والشعراء إلى تأبين الفقيد الكبير، وكان من بين الخطباء فارس الخوري، صبري العسلي، عبد الرحمن الكيالي، والشاعر عمر أبو ريشة.
- دعت الكتلة الوطنية بعد ذلك إلى حفل تأبين كبير أقيم بدمشق في العاشر من كانون الثاني 1936م على مدرج الجامعة السورية، وحضرته وفود من مختلف الأقطار العربية، وتليت فيه كلمات وبرقيات الملوك والأمراء والوزراء ورجالات الوطن.
- ظهرت عدة أغاني شعبية وأشعار تتحدث عنه منها،
قصيدة للشاعر بدوي الجبل:
صلى الإله على قبر يطوف به
كبيتِ مكة من حجّوا ومن قصدوا
أغفى أبو طارق بعد السهاد به
وخلَّف الهم والبلوى لمن سهدوا
ضاوٍ من السقم ضجت في شمائله
عواصف الحق والأمواج والزبد
إذا أثير نضا عنه مواجعه
كما تفلت من أشراكه الأسد
يروع في مقلتيه بارق عجب
وعالمٌ عبقريَُِِ السحر منفردُ - وانتشرت في سورية أغنية شعبية يغنيها الأطفال منها:
طيارة طارت بالجو، فيها عسكر فيها ضو ، فيها إبراهيم هنانو، راكب عا ظهر حصانو، يا فرنسا يا بنت الكلب، مين قلك تجي عالحرب، لما شفتي سوريا، صرتي تعوي متل الكلب. - في كل محافظة سورية تم تخصيص شارع رئيسي يحمل إسم ابراهيم هنانو.
- في 31 مارس 2015، دمرت جبهة النصرة تمثال ابراهيم هنانو في مدينة إدلب.
إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نستذكر ذكرى رجالات الدولة المؤسسين لسورية، نستحضر أحد رجالات الاستقلال، وواحداً من رموز أعلام الدولة السورية الأولى، فخامة الزعيم الوطني، المتوكل على الله، ابراهيم هنانو، ضمن ملف متسلسلٍ نقدمه لكم ليضمُّ رموز وأعلام الدولة السورية، رغبةً منا بربط حاضرنا الثوري المعاصر بماضٍ صلبٍ ومحطاتٍ تاريخية، رجاء أن نُحيِيَ في شعبنا الحاجة لبناء وصناعة رجال دولةٍ بامتياز، فيحفظوا الوطن، ويصونوا المكتسبات، ويعيدون للدولة السورية عزّها ومجدها، بعد سنوات الظلم والاستبداد والفساد.