المكتب الإعلاميرموز وأعلام الدّولة في سوريةمنوعات
رموز وأعلام الدّولة في سورية (18) محمد سليمان الأحمد
- هو محمد سليمان الأحمد، ولد في مطلع القرن العشرين بين عامي 1900-1904م في قرية ديفة قرب الحفة في محافظة اللاذقية.
- والده العلّامة الشيخ سليمان الأحمد الذي كان عالم لغوي وفقيه ديني كما كان عضواً في المجمّع الديني في دمشق ووالدته رائجة عجيب من قرية القويقة المجاورة لقرية ديفة والتي استقرت فيها عائلة بدوي الجبل 15 عام.
- درس اللغة العربية على يد والده ودرس الابتدائية في الجبل والإعدادية في اللاذقية، ثمّ التحق بمدرسة مكتب عنبر وبدأ ينظم الشعر.
- جده الأكبر الأمير الشاعر الفيلسوف الحسن المكزون السنجاري والذي ينتهي نسبه إلى ملوك اليمن.
- أخذ دروساً في حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والشعر العربي الكلاسيكي منذ صغره بناءً على طلب والده الشيخ.
- على أثر الاحتلال الفرنسي لسورية عقب الحرب العالميّة الأولى انخرط في السياسة والمقاومة بالرغم من سنه الصغير.
- بسبب ملاحقة الاستعمار له اضطرّ للتنقل بين مختلف البلدان العربية مثل العراق والأردن ولبنان.
- على أثر عودته إلى سورية عام 1936م تمّ اعتقاله بسبب ممارساته المعادية للاحتلال الفرنسي.
- أطلق عليه لقب بدوي الجبل الصحفي يوسف العيسى صاحب جريدة ألف باء وحين استغرب بدوي الجبل أن قصيدته حملت هذا اللقب قال له يوسف أنّ الناس يقرؤون لشعراء معروفين وانت لست منهم وهذا اللقب سيحمل الناس على قراءة شعرك ليعرفوا صاحبه.
- كان والده يجعله لا يتحدث وأخوته إلّا باللغة العربية الفصحى وكان شديد الحرص على اطلاعهم على الدين والأدب وقراءة الكتب.
- قامت سلطات الاحتلال الفرنسي بوضع اسمه في قائمة المطلوبين بسبب أعماله الكثيرة في المقاومة السورية وتكبيد الفرنسيين خسائر كبيرة واعتقلته كثيراً بين عامي 1920-1921م إلّا أنّها أطلقت سراحه بسبب صغر سنه.
- كان معارضاً للحكم العسكري الذي كان سائداً بعد انقلاب أديب الشيشكلي خلال عامي 1951-1954م.
- كان معارضاً للاشتراكية التي كانت سائدة ما بين مصر وسورية ووصفها بأنّها نظام “شرير” استُخدم لزيادة النفوذ والمال.
- انتقد الوحدة السورية المصرية عام 1958م والتي بحسب رأيه حدّت من النظام الديموقراطي في سورية.
- عقب الاحتلال الفرنسي لسوريا انضمّ بدوي الجبل رغم صغر سنه إلى ثورة الشيخ صالح العلي التي تمركزت في جبال الساحل السوري وقاتل إلى جانب صالح العلي نفسه كما عمل وسيطاً بينه وبين ملك سورية حينها فيصل الأول.
- في عام 1925م شارك في الثورة السورية الكبرى حيث ترأس مجموعة من الثوار مخصصة للهجوم على نقاط التفتيش التابعة للفرنسيين
- بعد أن لاحقه الفرنسيين غادر إلى العراق حيث عمل مدرساً للغة العربية في مدرسة ثانوية في بغداد.
- بعد عودته الى سورية سرعان ما عاود نضاله ضد الاحتلال واحتجزته القوات الفرنسية لمدة عام ثمّ عاد الى بغداد ليتابع مهنته في التدريس.
- أصبح مدرساُ في جامعة بغداد وهناك كان من الداعمين الأوائل لثورة رشيد علي الكيلاني ضد الاحتلال البريطاني.
- على أثر عودته لسورية عام 1943م انضمّ للكتلة الوطنية التي طالبت بوحدة واستقلال الأراضي السورية.
- في العام نفسه تمّ انتخابه كعضو في مجلس الشعب “البرلمان السوري”.
- بعد الاستقلال انتُخب مرتين في عامي 1947و 1949م.
- كان من الداعمين لتأسيس الحزب الوطني الذي تأسس عام 1948م الذي دعا إلى التجديد وعدم الانخراط في الحكم الهاشمي الذي كان سائداً في الأردن والعراق.
- في مارس 1954م تمّ تعيينه وزيراً للصحة خلال فترة رئاسة هاشم الأتاسي.
- تمّ انتخابه وزيراً للدعاية والأنباء بين عامي 1955و1956م.
- بعد قيام الوحدة السورية المصرية وبسبب آرائه حول الاشتراكية والبعثية ودخوله في صراع سياسي مع الحكومة آنذاك انتقل إلى لبنان ثمّ تونس ثمّ تركيا وبعدها استقرّ في سويسرا.
- بعد انفصال سورية ومصر ببضعة أشهر عاد إلى سورية ولكنّه قرر الابتعاد عن السياسة والتفرغ لكتابة الشعر.
- استطاع أن يُغني الأدب العربي بنوعٍ من الشعر الكلاسيكي الذي استطاع من خلاله تحقيق التوازن بين فيما بين الخيال والفكرة وقد احتوى شعره على مختلف الألوان منها هجاء ورثاء وغزل وبعضها حمل طابع صوفي كما كانت أغلب القصائد التي قدمها تحمل طابعاً سياسياً مقاوماً للاستعمار الفرنسي
- من أهم أعماله الشعرية: قصيدة “إني لأشمت بالجبار” التي كتبها في العراق وكانت تجسد حالة البلاد عقب نكسة حزيران وموقفه ممّا جرى. وقصيدة “أهوى الشام” التي تغنّى بها بجمال الشام وبحبه لها. وقصيدة “لبنان والغوطتان” التي مدح فيها لبنان وذكرى والأيام التي عاشها فيها. وقصيدة “خالقة” التي غنّتها الفنانة الكبيرة فيروز. وقصيدة “من أجل الطفولة” التي أُدرجت في المناهج الدراسية والتي هي في الأساس جزء من وقصيدة “البلبل الغريب” والتي تحدث فيها عن غربته وآثارها المضنية والتي أهداها إلى حفيده محمد، وقصيدة “الكعبة الزهراء” التي حملت اللون الصوفي ووصفت رحلة حج روحانية ووجدانية. وملحمة الجلاء المشهورة التي غنّى فيها للاستقلال وأبطاله.
- نشر قصيدة دوّت في ذلك الحين، اسمهما “من وحي الهزيمة” بعيد هزيمة 1967م واشتهرت بقوة مثلما اشتهرت “إني لأشمتُ بالجبار”، حيث تعرض فيها لرموز الهزيمة، سواء في الداخل السوري أو المصري.
- ورداً على تلك المواقف، قام بعض الملثّمين المجهولين بمحاولة اغتياله عام 1968م، وهو يمارس الرياضة الصباحية ثم اختطفوه عدة أيام.
- تدخل حافظ الأسد وكان وزيرا للدفاع لدى الخاطفين لإطلاقه مما أكد الشكوك عن علاقته بهم، حيث وجّه إنذاراً إلى الخاطفين.
- عُثر عليه في أحد شوارع دمشق، وتقول مصادر أخرى عثر عليه في أحد المستشفيات، وقيل أنه كان في الشارع مرمياً، ثم نقل إلى المستشفى.
- توفي بتاريخ 18 أغسطس 1981م بعد معاناة من الأمراض التي تسببت بها محاولة اغتياله في عام 1968م.
والبعض يؤرخ الوفاة بتاريخ 19 وليس 18 أغسطس، ثمّ نُقل إلى قرية السلاطة في منطقة القرداحة، محافظة اللاذقية ودّفن بكنف والده الإمام الشيخ سليمان الأحمد.
إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نستذكر ذكرى رجالات الدولة المؤسسين لسورية، نستحضر أحد رجالات سورية المؤثرين، وواحداً من رموز أعلام الدولة السورية الأولى الذين ساهموا بالتأثير في بنيتها، الشاعر المناضل الوطني ” بدوي الجبل محمد سليمان الأحمد” ضمن ملف متسلسلٍ نقدمه لكم ليضمُّ رموز وأعلام الدولة السورية، رغبةً منا بربط حاضرنا الثوري المعاصر بماضٍ صلبٍ، ومحطاتٍ تاريخية، رجاء أن نُحيِيَ في شعبنا الحاجة لبناء وصناعة رجال دولةٍ بامتياز، نتعلمُ من تجاربهم، ونتجاوز سلبياتهم، ونبني على تاريخهم، فنحفظَ الوطن، ونصون المكتسبات، ونعيد للدولة السورية عزّها ومجدها، بعد سنوات الظلم والاستبداد والفساد.