المكتب الإعلاميرموز وأعلام الدّولة في سوريةمنوعات
رموز وأعلام الدّولة في سورية (17) سعد الله الجابري
- ولد بتاريخ 14 أكتوبر 1892م، في مدينة حلب لعائلة عريقة مشهورة بالوطنية والدين والثراء.
- والده السيد الحاج عبد القادر لطفي الجابري الحسيني مفتي ولاية حلب بن العلامة السيد مراد بن السيد الحاج عبد القادر مفتي حلب ونقيب أشرافها.
- أنهى دراسته الثانوية في حلب، فاستقدمه أخوه إحسان الجابري إلى استانبول لمتابعة دراسته في الكلية الملكية السلطانية.
- اتصل بالشباب العربي في الأستانة وأسسوا جمعية العربية الفتاة وأقسموا اليمين للعمل على نيل حقوق العرب.
- أُرسل إلى ألمانيا حيث درس سنتين وعاد إلى استانبول.
- بسبب إعلان الحرب العالمية الأولى تم تجنيده في الجيش العثماني (كجك ضابط) وعُين مراقباً على الأرزاق وقوافلها في بلدة (أرض الروم) وقضى مدة الحرب هناك.
- عندما انتهت الحرب عاد إلى حلب، ودخل في حركة حقوق الإنسان.
- عندما قامت الثورات عام 1919م إثر نية الحلفاء تقسيم البلاد العربية ودخول الفرنسيين سورية كان على اتصال بزعيم الثورة في الشمال إبراهيم هنانو يؤيد ثورته ويدعمه.
- جدد اتصاله بمن كان معه في الكلية السلطانية من الوطنيين مثل شكري القوتلي وغيره من العناصر الوطنية.
- شارك في المؤتمر السوري العام الذي انعقد عامي 1919م و1920م ودعا إلى وحدة سورية الطبيعية.
- بسبب مواجهته الفرنسيين، اعتُقل في سجن ‘أرواد’ مدة من الزمن مع هاشم الأتاسي وجماعة من الوطنيين.
- كان الجابري وجماعته يعقدون الاجتماعات ويرفعون الاحتجاجات والمذكرات لجمعية الأمم يشكون فيها الفرنسيين.
- حين أعلنت السلطة الفرنسية استعدادها لإقامة حكم دستوري في البلاد، كان الوطنيون قد قرروا في مؤتمرهم الدخول في الانتخابات، ولما أُنتخب إبراهيم هنانو والجابري لأول مجلس تأسيسي رأى الفرنسيون أن هذا المجلس لا يمكن أن يخدم مصالحهم، لذا عمدوا إلى إلغائه، فعاد الوطنيون إلى النضال وقامت المظاهرات والاحتجاجات واعتقل الجابري من جديد.
- بعدما أّفرج عنه تنادى الوطنيون لوضع ميثاق الكتلة الوطنية ونظامها الأساسي فكان هاشم الأتاسي رئيساً وإبراهيم هنانو وسعد الله الجابري نائبين للرئيس.
- لما رفضت الكتلة الوطنية معاهدة عام 1933م، قامت المظاهرات في جميع أنحاء سورية وجرت اعتقالات للوطنيين وكان من بينهم سعد الله الجابري حيث صدر عليه حكم بالسجن ثمانية أشهر.
- اشتد الطغيان الفرنسي في سورية، وأُغلقت مكاتب الكتلة الوطنية وعمت الاعتقالات رجال حلب ودمشق وباقي المدن، واشتد الذعر وأضربت جميع المدن السورية، وأُلقي القبض مجدداً على الجابري ونفي إلى جزيرة (عين ديوار).
- استدعى الفرنسيون الوطنيين واتفقوا معهم على أن يرسلوا وفداً يمثل وطنيي البلاد إلى فرنسا للمفاوضة لعقد معاهدة، فكان الجابري عضواً في هذا الوفد، فصدر عفو عام عن السوريين وأُفرج عن الوطنيين وتمت معاهدة عام 1936م.
- شغل وزارتي الداخلية ثم الخارجية في وزارة جميل مردم بك، في أول حكومة وطنية كان فيها هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية.
- لكن الفرنسيين أثاروا الفتن والنعرات الطائفية مما أدى إلى تعطيل الدستور وإنهاء الحكومة، فاستقال رئيس الجمهورية وكانت نهاية العهد الوطني.
- بتعطيل الحياة الدستورية وإبعاد الوطنيين عن الحكم، زاد إمعان الفرنسيين في اضطهاد الوطنيين، فاستولوا على السلطة مباشرة وأنشؤوا حكومة موالية لهم، وفي هذا الظرف وقعت حادثة جعلت سعد الله وصحبه يغادرون سوريا كلاجئين إلى العراق، وذلك حينما وُعِد قاتل الوطني الدكتور عبد الرحمن الشهبندر بالعفو عنه، إذا اعترف أنه كان مدفوعاً إلى القتل من قبل رجال الكتلة الوطنية: شكري القوتلي وسعد الله الجابري وجميل مردم بك، غير أن القضاء برأهم.
- لم يعد إلى سورية إلا حينما دخلت الجيوش البريطانية سورية بصحبة جيش فرنسا الحرة وأُعلن استقلال البلاد.
- عندما انتُخب شكري القوتلي لرئاسة الجمهورية في 1943/08/17م، تولى الجابري رئاسة وزارته. هذه الوزارة التي أدى عنادها الوطني إلى قيام الفرنسيين بعدوانهم على سورية عام 1945م.
- كان رئيس الوفد السوري في توقيع بروتوكول الإسكندرية، ورئيس وفدها في اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام.
- حضر إعلان أنشاء وتأسيس الجامعة العربية.
- انتُخب نائباً عن حلب في البرلمان السوري عدة مرات، واعتقله الفرنسيون أكثر من مرة وتولى وزارة الخارجية والداخلية ورئاسة الوزراء كما كان رئيساً لمجلس النواب السوري عام 1945م.
- أمر بفض جلسة المجلس قبل أنعقادها وذلك يوم ضرب الفرنسيون المجلس النيابي بقنابلهم في حادث 29 أيار 1945م، فأنقذ بذلك حياة النواب.
- عندما علمت القوات الفرنسية بنجاة أعضاء البرلمان السوري من القصف أرسلت قواتها للقبض على الجابري الذي كان يقيم في فندق الشرق فتنكر بزيّ راهب وخرج مستتراً بسيارة السفير الروسي (سولود) فوصل إلى حيفا ومن هناك أبرق إلى لندن ومجلس الأمن فأمرت القيادة البريطانية في فلسطين بالتدخل في أحداث سورية ودخلت المصفحات الإنكليزية يومها دمشق بتاريخ 17 نيسان 1946م فكان ذلك اليوم عيداً قومياً لسوريا هو عيد الجلاء، وكان لسعد الله الجابري الفضل الأول في تحقيق نتائجه وتأكيد آثاره.
- تم جلاء القوات الفرنسية عن سورية، فرحل آخر جندي فرنسي عن التراب السوري في السابع عشر من نيسان عام 1946م, واحتفلت الجماهير السورية بزعمائها قادة التحرير [الكتلة الوطنية] بزعامة الجابري.
- مرض في آخر زيارة له إلى مصر، حيث كان هناك لحضور مجلس الجامعة العربية عام 1947م، فبقي في الإسكندرية للتداوي من التهاب الكبد الوبائي الذي اصيب به خلال أيام سجنه المتكرر.
- جراء ذلك طلب رئيس الجمهورية شكري القوتلي منه الاستقالة من رئاسة الوزارة فاستقال.
- رجع الجابري إلى حلب وقضى فيها بضعة أشهر، وما لبث أن وافاه الأجل في حزيران عام 1947م عن عمر ناهز 54.
- كرس حياته للنضال فانشغل عن حياته الخاصة فلم يتزوج ولم يُنجب، وباع جميع ممتلكاته وصرفها على مشواره النضالي الطويل.
- شيعته مدينته حلب الشهباء بموكب كبير جليل حاشد، تقدم الموكب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء والنواب وممثلو الدرك ورؤساء الدول العربية وجماهير غفيرة.
- ووري الثرى إلى جانب رفيق جهاده ونضاله الزعيم إبراهيم هنانو.
- بكاه رئيس الجمهورية بكلمة مؤثرة كانت تفيض أسىً على فقده، تناول فيها رفقة جهاده معه منذ سنوات الدراسة الأولى، معدداً مناقبه ومزاياه، باكياً فيه الخصال الشريفة والمزايا النبيلة.
- بعد أن انتهى الرئيس الأول عقبه رئيس الوزراء جميل مردم بكلمة جامعة تناول فيها تاريخ جهاده وأثره فيما وصلت إليه البلاد من منعة وعزة واستقلال.
- اشترك في التشييع بعثات ملكية تمثل الملك فاروق والملك عبد العزيز آل سعود ورؤساء الدول في جامعة الدول العربية والوزراء والقناصل وممثلو الهيئات السياسية والأحزاب، والهيئات السورية وممثلو الجمعيات والأندية ووجهاء الأحياء ثم جماهير المشيعين.
إننا في تيار المستقبل السوري، إذ نستذكر ذكرى رجالات الدولة المؤسسين لسورية، نستحضر أحد رجالات سورية المؤثرين، وواحداً من رموز أعلام الدولة السورية الأولى الذين ساهموا بالتأثير في بنيتها، مهندس الاستقلال السوري “سعد الله الجابري” ضمن ملف متسلسلٍ نقدمه لكم ليضمُّ رموز وأعلام الدولة السورية، رغبةً منا بربط حاضرنا الثوري المعاصر بماضٍ صلبٍ، ومحطاتٍ تاريخية، رجاء أن نُحيِيَ في شعبنا الحاجة لبناء وصناعة رجال دولةٍ بامتياز، نتعلمُ من تجاربهم، ونتجاوز سلبياتهم، ونبني على تاريخهم، فنحفظَ الوطن، ونصون المكتسبات، ونعيد للدولة السورية عزّها ومجدها، بعد سنوات الظلم والاستبداد والفساد.