حول فتح سفارة المملكة العربية السعودية في دمشق
بعد 13 عاماً من قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض ودمشق، عادت مؤخراً سفارة المملكة العربية السعودية في دمشق، وافتتحت أبوابها!
قطيعةٌ كان لها أسبابها، ومنها التصعيد العسكري الذي انتهى بإغلاق كلٍّ من غرفتي الموك والموم.
تظل سياستنا في تيار المستقبل السوري ذات مُنطلق وطني وموضوعي، وبالتالي فإن عودة نشاط السفارات لدمشق جيدٌ من الناحية الوطنية، فمع ما يعانيه شعبنا السوري من مشاكل في تحصيل جوازات السفر والفيز والأوراق الرسمية ونحوه، إضافة لحالة التفرد الإيراني في ساحة النظام السوري، فإن وجود أطرافِ أخرى سيعني تسويات تُبعد شبح الاحتلال الإيراني المُقنَّع.
كما نرى أن النظام السوري في اضعف حالاته، وبرأينا أنه لا يمكن له الاستفادة من أي خطوات تطبيعية! وبعيداً عن دفع عجلة الحل السياسي السوري الشامل فإن التواجد الدبلوماسي والاستخباراتي للسفارات سيكون ورقة بيد دولها، أمام الدول الإقليمية المتدخلة.
وبالتالي فإن دور افتتاح السفارة السعودية قد يكون لبدء مرحلة المساهمة بدفع عجلة الحل السياسي، وتفعيل دور هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات، وبذلك تكون عودة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري مفيدة وبنّاءة.
وأما إن كان سبب فتح سفارة الرياض هو تعويم بشار الأسد ونظامه فقط، وإعادة بسط سيطرته! فذلك نفخ في رماد، ومعاداة للشعب السوري، ولا يمكن لدولة بحجم المملكة العربية السعودية فعل ذلك! خاصة بعد جملة مواقفها السابقة والتي دعمت بها رغبة الشعب السوري في الحرية والكرامة.
إننا نتوقع جهوداً حقيقية للمساهمة فيما أسميناه سابقاً في تيار المستقبل السوري بـ (طائف سوري)، تكون السعودية إحدى بواباته، ونرى في المملكة إمكانية العمل على تحقيقه، وأن الوقت قد حان لبذل المزيد من الجهد، خاصة بعد عودة بناء سكة العلاقات المقطوعة منذ عقدِ ويزيد، والتي تُوّجت بافتتاح سفارة بن سلمان في عاصمة الأمويين، دمشق.