الديمقراطية في سورية، تحديات وآفاق
يمتد تاريخ الفكر السياسي في سورية، عبر العصور والتحولات السياسية المختلفة، ففي العصور القديمة، شهدت المنطقة تأثيرًا من الإمبراطوريات القديمة مثل الفينيقيين والرومان والبيزنطيين، وفي العصور الوسطى، كانت سورية جزءًا من الدولة العباسية والإمبراطورية العثمانية.
ومع تأسيس الجمهورية العربية السورية في عام 1946م، تطور الفكر السياسي بشكل كبير. وشهدت سورية فترات من الاستقرار والاضطراب، بما في ذلك الانقلابات العسكرية والحروب العربية الإسرائيلية.
تأثر الفكر السياسي في سورية بالعديد من العوامل، بما في ذلك الدين والقومية والاقتصاد.
وفي العقود الأخيرة، شهدت سورية نزاعًا مستمرًا، بدءًا من الثورة السورية في عام 2011م وحتى اليوم، كما تأثر الفكر السياسي بالحرب الأهلية والتداعيات الإقليمية والدولية.
يتناول النقاش الحالي في سورية قضايا مثل الديمقراطية، حقوق الإنسان، الهوية الوطنية، والتحديات الاقتصادية.
وأما الديمقراطية، فهي التي يسيل لعاب الأحرار لها، ولأجلها صدحت حناجر الصرخة الأولى: حرية.
قبل استلام حزب البعث العربي الاشتراكي للسلطة في سورية عام 1963م، كانت البلاد تشهد تجربة ديمقراطية محدودة، وقبل ذلك، كانت قد أُجريت انتخابات ديمقراطية في الأعوام 1943م، 1949م، 1954م، و1م957.
ومنذ عام 1963م، تولى حزب البعث السلطة بعد انقلاب عسكري، وأصبح يسيطر على مفاصل الحكم، فقضى على الحياة الديمقراطية بالكامل.
يتميز نظام البعث بالشمولية والتدخل الشديد في الشؤون السياسية والمجتمعية، مما أثر على حرية التعبير والمشاركة المدنية، بالإضافة إلى ذلك، تم إلغاء المجتمع المدني وتحويل كافة أشكال التنظيم والتعبير إلى سيطرة الدولة والحزب، وبالتالي، كانت فرص الديمقراطية محدودة في تلك الفترة.
أما بعد الثورة السورية الحالية 2011م، والتي تعرضت معها سورية لأهوال كبيرة من التركيبات المعقدة، ظهرت تحديات أمام الديمقراطية في سورية يمكن إجمالها بمايلي:
- النزاع الدائر والحرب الأهلية في سورية، والتي أثرت بشكل كبير على الديمقراطية، فالنزاع المستمر يعوق تطبيق مبادئ الديمقراطية ويزيد من التحديات.
- التنظيمات الإرهابية وتهديدات التنظيمات الإرهابية الطائفية مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والميليشيات الشيعية، أثرت على الاستقرار والديمقراطية في المنطقة وليس سورية فقط.
- التدخل الخارجي، حيث تأثرت الديمقراطية في سورية بالتدخل الخارجي من قبل دول مختلفة، مما أثر على العملية الديمقراطية أيضاً.
وعلى الرغم من التحديات، فهناك آفاق لتعزيز الديمقراطية في سورية من خلال:
- المشاركة المجتمعية وتشجيع المشاركة الفعّالة للمجتمع المدني والمؤسسات الديمقراطية يمكن أن يساهم في تعزيز الديمقراطية.
- التعليم والتوعية وتوجيه الجهود نحو تعزيز الوعي بمبادئ الديمقراطية وتعليم الشباب حول حقوقهم وواجباتهم.
ختاماً، يظل النقاش حول الديمقراطية في سورية مهمًا لتشكيل مستقبل البلاد وتحقيق التقدم والاستقرار، ويجب أن نُصر عليه في خطاباتنا لأنه صدى تلك الهتافات، ورجيع الصرخة الأولى الحقيقية.
إلياس عبد المسيح
المكتب السياسي
قسم البحوث والدراسات
مقالات
تيار المستقبل السوري