تيار المستقبل السوري والاشتراكية
تطورت الاشتراكية الجديدة إلى أن نادت بالديمقراطية المباشرة على النمط الأثيني واعتماد التخطيط المركزي المحوسب في اقتصاد غير معتمد على الأموال أو السوق الحر، وبينما تنادي الاشتراكية اليوم بالعموم بمشاركة جميع فئات الشعب في تنظيم وتوجيه الاقتصاد وصنع القرارت، فقد اعتمد حزب البعث العربي الاشتراكي الذي استولى على السلطة في سورية، مبدأ الاشتراكية فدمّر الاقتصاد الوطني، وجعله بيد فئةٍ قليلةٍ ممثَّلةٍ بالسلطة ومن يدور في فلكها، وبحجة المشاركة الشعبية!
تيار المستقبل السوري يؤمن بأهمية السوق الحر التي تحميه الدولة، والذي يمنع تجمع الثروة لدى طبقة واحدة، بل تحفظ وتحافظ بتوازن بين الملكية الفردية وعدم استغلال الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
تيار المستقبل السوري يرفض تغول الملكية العامة على الملكية الفردية، ويعتبرها عاملاً مدمراً للمجتمع والاقتصاد.
تيار المستقبل السوري يرى أن افتقار وجود آلياتٍ تجعل الشعب مُنظماً لاقتصاده، يدفعُ فئةً قليلةّ للتحكم به وتوجيهه والتفرد به، وبذلك تُصبح الاشتراكية بديلاً تغولياً عن الرأسمالية ولكن بشكلٍ قهريٍّ استبدادي.
تيار المستقبل السوري يرى إيجابيةً بالاشتراكية الخضراء التي تُعنى بالحفاظ على الموارد الطبيعية وتنميتها، والاهتمام بقطاع النقل العام والأغذية، وتوفير الاحتياجات الأساسية لكل مواطن.
تيار المستقبل السوري يؤمن بالقضاء على كل أنواع الاستغلال، وضمان العدالة الاجتماعية، وتيسير حصول كل مواطن على حقوقه الطبيعية من الموارد الوطنية.
تيار المستقبل السوري يؤمن بضرورة القضاء على الفقر بكل أشكاله، وواجب حصول كل مواطن على حقه بالرعاية الصحية والتعليم.
تيار المستقبل السوري يرفض كلّ أشكال التمييز بالوظائف، ويرى أن سوق التوظيف الحر يخلق التمايز بين وظيفة وأخرى، حسب المصلحة، فتزيد أجور التوظيف حسب الحاجة، مع رفض تضخّم وظيفة على حساب أخرى.
تيار المستقبل السوري يؤمن بمبدأ (المشاركة المصلحيّة والمتوازنة على قاعدة الأواني المستطرقة)، ويعتبره البديل عن الاشتراكية، ففي مبدأ المشاركة تتم المحافظة على الملكية الفردية، ويشارك الأفراد بعضهم في حماية مكتسباتهم، مع ضمان ديمومة الطبقات الأخرى في المجتمع.
تيار المستقبل السوري يؤمن بفكرة التنافس والإبداع، واعتبار أن الحرية في التملك الفردي والعمل، سببان رئيسيان في نمو الاقتصاد والمجتمع.
تيار المستقبل السوري لا يرى تغليب قوة العمال على حساب إضعاف الجهات المُشغّلة أو العكس، فإن ذلك لايصلح في حالة المجتمع السوري القائم، بل يرى ضرورة خلق حالة من التوازن بين العاملين المُشغَّلين مع ضرورة تحقيق حقوقهم المشروعة من جهة، وتقوية ودعم المُشَغِّلِ وسعيه للتميز والتطور والاستمرار.
تيار المستقبل السوري يرى ضرورة الاستفادة من تجربة وواقع الدول المتقدمة، ويرى في تجارب الأنظمة الاقتصادية الغربية الرأسمالية، الأمريكية خصوصاً، والأوروبية عموماً، تجربة أنجح من تجارب الدول الاشتراكية.
تيار المستقبل السوري يرى ضرورة الأخذ من تجربة الأنظمة التي تدمج الاقتصاد مع الأخلاق، ونرى أن على نخبة الاقتصاديين السوريين الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة من جهة، والبحث في عمق ثقافتنا عما يعزز تجربتنا من جهة ثانية، وإيلاء الخصوصية السورية حقها، لإيجاد نظامٍ اقتصاديٍّ سوريٍّ أصيلٍ وواقعي.