النظريات الإعلامية وضرورة تطوير الإعلام السوري
منذ بداية الكتابة والحياة البشرية قد تغيرت نحو التطور والنماء والاستفادة من الخبرات، قبل الكتابة كان يصعب نقل الخبرة من جيل إلى جيل، ليتراكم العلم لاحقا مع أول حرف.
بقي التطور بسبب الحرف حتى الوصول إلى مهنة الاعلام لتصبح علما له تقعيداته وقواعده وعلومه.
لاشك أن الاعلام له دور خصوصا بعد مرحلة الانترنت بتغيير أنظمة الحكم وتفاعل الشعوب بثورات متتالية، وسورية لم تكن بعيدة عن تأثير الاعلام عليها.
اليوم وبعد تعقيد الساحة السورية وانقسامها داخليا ودخول دول خارجية فاعلة فيها، يُصبح لزاما على الاعلام السوري أن يتطور ويستفيد من النظريات الاعلامية الحديثة.
إن الإعلام السوري يشهد تحديات كبيرة في ظل الأوضاع الراهنة، ويمكن الاستفادة من بعض النظريات الإعلامية العالمية لتطويره في سورية، والتي نوضح بعضها لفتا للنظر وتسليطا للضوء عليها:
- التحول من إعلام السلطة إلى إعلام حرّ:
- إذ يجب تحويل الإعلام من وسيلة لخدمة السلطة إلى وسيلة لتقديم المعلومات والتحليل بحياد.
- يمكن الاستفادة من نظريات حول دور الإعلام في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- الاهتمام بالجودة والمهنية:
- ويكون ذلك من خلال تطوير مهارات الصحفيين والمحررين وتعزيز معايير الجودة والمهنية.
- كما يمكن الاستفادة من نظريات حول الصحافة الاستقصائية والأخلاقيات الإعلامية.
- الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام البديل:
- من المهم استغلال الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الجمهور ونشر المعلومات ورسم خطط منهجية مؤثرة بالشارع بشكل ايجابي وتجمع حولها الجمهور.
- كما يلزم أيضا الاستفادة من نظريات حول الإعلام البديل والتأثير الاجتماعي للتكنولوجيا.
- تعزيز دور المرأة في الإعلام:
- من الضروري تشجيع مشاركة المرأة في مجال الإعلام وتعزيز دورها وزيادة العنصر النسائي الفاعل والمؤثر كسرا لحالة الذكورية التي تسيطر على الاعلام وابتعادا عن اسفاف النظرة الانحلالية للمرأة في المجتمع
- من المهم هنا الاستفادة من نظريات حول النوع الاجتماعي والمساواة في الإعلام.
- التركيز على تغطية القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية:
- ويكون ذلك من خلال تطوير تغطية القضايا المحلية والتركيز على مشاكل الناس وآمالهم.
- يمكن الاستفادة من نظريات حول دور الإعلام في تحقيق التغيير الاجتماعي.
من الأهمية بمكان أن يكون التطوير الإعلامي متوازنًا ومستدامًا، مع الالتزام بالأخلاقيات وحقوق الإنسان وإقامة دورات أكاديمية تبني الاعلام السوري عبر الطرق الحديثة. نحو بناء اعلام فاعل:
إن السعي لإقامة صحافة محايدة تعبر عن وجهات نظر متعددة دون تحيز ضرورة واقعية ووطنية، فيمكن أن يكون هناك تركيز على تقديم الأخبار بشكل موضوعي وتحليل الأحداث بشكل مستقل.
كما أن دعم وتطوير وسائل الإعلام البديلة التي تسعى لتقديم معلومات متوازنة ومهنية حاجة مهمة يحتاجها الاعلام السوري اليوم، يمكن أن يكون هناك تركيز على القنوات والإذاعات المحلية والمواقع الإلكترونية المستقلة.
كما قلنا أنه يجب تسليط الضوء على قضايا الناس ومشاكلهم وآمالهم، يجب أيضا أن يكون هناك تحليل عميق للقضايا الاجتماعية والاقتصادية المحلية لابعاد ومحاصرة الخطاب السطحي والشعبوي المدمر دون توجيه دقيق.
ويلزم لكل ذلك متابعة التطورات التقنية والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، ولأجل كل ذلك فإن التركيز على حماية الصحفيين والمصادر والبيانات أولوية مفقودة في الاعلام السوري حتى الآن بكل أسف.
أخيرا، يحتاج الاعلام السوري مزيد رفد ومساعدة وتطوير، لهذا فإننا نوصي بعمل دورات متتالية يُدرب فيها قادة اعلاميون عالميون متخصصون وأكاديميون، ونحن في تيار المستقبل السوري وضعنا نصب أعيننا أمران:
الأول، إقامة دورات مباشرة في مقراتنا بالداخل السوري والخارج.
الثاني، فتح جميع مقراتنا خصوصا بالداخل السوري للمساعدة بأي اقتراح فاعل يدعم تطوير الاعلام في سورية.
سيرين الحلبي
المكتب الإعلامي
قسم البحوث والدراسات
مقالات
تيار المستقبل السوري