إنّ المستقبلَ صناعةٌ بشريَّةٌ بامتياز، تقومُ على جهدٍ علميٍّ مُنظَّمٍ ومدروس.
يمكنُ اليومَ رسمُ أحدِ معالمهِ من خلال مراكزِ البحوثِ والدّراساتِ على اختلافِ مشاربها ومساربها.
مستقبلٌ ينطلقُ من ضرورةِ رسمِ إطارٍ عامٍ للواقعِ بأدواتٍ علميةٍ موضوعيَّةٍ تُمهِّدُ لتشكيلِ خريطةِ المستقبلِ المُستَهدَفِ والمرغوبِ فيهِ على قاعدةِ فقهِ الموازناتِ والتّرجيحِ، مع مرونةِ التّحوُّلِ في المشهدِ ضمنَ قاعدَتَي الأولويّات ورسم معالمِ السّياسات، ولِتأتي التَّوصياتُ مُتجانسةً مع صُلبِ البحثِ أو الدِّراسةِ، بعيدةً عن التّسييسِ المقيتِ، ومُلتزمَةً منهجِ الباحثينَ الموضوعييّنَ، مع توسيعِ رقعةِ الرُّؤيةِ لتَشملَ زوايا لمَ تبلغها شمس الحقيقةِ فبقيت تقبعُ في الظّلمةِ بانتظارِ ريشةِ مُبدعٍ يُسلّطُ الضوءَ عليها فينقُلها إلى حيِّزِ الوجودِ أولاً ويُمهِّدُ الطريقَ لها لتكونَ حجرَ أساسٍ ضمنَ مشروعٍ عام.