المكتب العلميدراساتدراسات شؤون الأسرةفريق بحث مكتب شؤون الأسرةقسم البحوث و الدراساتمكتب شؤون الأسرة

الطفولة السورية تحدياتٌ وآمال

مقدمة:

الطفولة السورية تعاني بشكل كبير بسبب الحرب المستمرة منذ سنوات، ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة فإن الأطفال في سورية يواجهون انتهاكات جسيمة لحقوقهم الأساسية، هذه الانتهاكات تشمل القتل، التشويه، الحرمان من التعليم، والتشريد القسري.

تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية أشارت إلى أن الأطفال يتعرضون للعنف من جميع الأطراف المتنازعة، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية والذخائر العنقودية من قبل القوات الحكومية، وكذلك العنف الجنسي والاختطاف من قبل الجماعات المسلحة.

كما أن هناك أكثر من 2.5 مليون طفل سوري مسجلين كلاجئين في دول الجوار، وحوالي 900 ألف منهم لا يحصلون على تعليم رسمي.

هذه الظروف الصعبة تؤثر بشكل كبير على مستقبل الأطفال السوريين، حيث يعانون من صدمات نفسية وجسدية قد تستمر معهم مدى الحياة.
ومن الضروري أن تبذل جميع الأطراف جهودًا لحماية حقوق الأطفال وضمان مستقبل أفضل لهم.
وهناك عدة جهات تعمل على حماية حقوق الطفل في سورية، منها:

  1. وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل: تلعب دورًا رئيسيًا في تنفيذ قانون حقوق الطفل رقم (21) لعام 2021، الذي يهدف إلى حماية ورعاية الأطفال وضمان تنشئتهم في بيئة آمنة وصحية.
  2. الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان: تعمل على تعزيز حقوق الطفل من خلال برامج ومبادرات تهدف إلى تحسين ظروف الأطفال وتوفير الدعم اللازم لهم ولأسرهم.
  3. جمعية حقوق الطفل (CRS): هي جمعية خيرية غير ربحية تأسست في عام 2006، وتهدف إلى حماية الأطفال من سوء المعاملة وتأمين حقوقهم وتوعيتهم بواجباتهم تجاه المجتمع.
  4. الأمم المتحدة: من خلال وكالاتها المختلفة مثل “اليونيسف” و”برنامج الأغذية العالمي” و”مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)”، تقدم الأمم المتحدة مساعدات إنسانية تشمل الغذاء، المياه، الرعاية الصحية، والتعليم. على سبيل المثال، يتم تقديم المساعدات إلى أكثر من مليون شخص في شمال غرب سورية كل شهر عبر معبر باب الهوى الحدودي.
  5. الصليب الأحمر والهلال الأحمر: يقدمون مساعدات طبية وإنسانية في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك المناطق التي يصعب الوصول إليها.
  6. المنظمات غير الحكومية الدولية: مثل “أطباء بلا حدود” و”اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، التي تقدم خدمات طبية وإنسانية في المناطق المتضررة.
  7. صندوق تمويل المساعدات لشمال سورية (AFNS): يدعم هذا الصندوق جميع مجالات الاحتياجات الإنسانية بما في ذلك الصحة والتعليم والمأوى والمساعدات النقدية، ويعمل على زيادة القدرة على الصمود في وجه الصدمات.
  8. المنظمات المحلية: هناك العديد من المنظمات المحلية التي تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية في سوريا، مثل “جمعية حقوق الطفل” و”الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان”.

هذه الجهات تعمل بجد لتقديم الدعم والمساعدة للسكان المتضررين في سورية, على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها.

تحديات وعوائق:

تواجه الجهات المعنية بحقوق الطفل في سورية العديد من التحديات، منها:

  1. الحرب المستمرة تؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية، مما يزيد من صعوبة حماية الأطفال وتقديم الدعم اللازم لهم.
  2. الأطفال يتعرضون لانتهاكات جسيمة مثل التجنيد القسري، الاختطاف، العنف الجنسي، والقتل. هذه الانتهاكات تعيق جهود المنظمات في توفير بيئة آمنة للأطفال.
  3. ملايين الأطفال نزحوا داخليًا أو لجأوا إلى دول أخرى، مما يجعل من الصعب الوصول إليهم وتقديم الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
  4. العديد من المنظمات تعاني من نقص التمويل، مما يحد من قدرتها على تنفيذ برامجها ومشاريعها لدعم الأطفال وحمايتهم.
  5. التضخم المفرط يؤثر بشكل كبير على الأسر، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية ويجعل من الصعب تلبية احتياجات الأطفال الأساسية.
  6. تدمير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الأساسية يجعل من الصعب توفير التعليم والرعاية الصحية للأطفال.

كما هناك العديد من التحديات الأخرى التي تواجه الشمال السوري، منها:

  1. يعيش ملايين الأشخاص في الشمال السوري في ظروف إنسانية صعبة، حيث يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء، المياه النظيفة، والرعاية الصحية. هذا الوضع يزداد سوءًا في فصل الشتاء بسبب الأمطار والبرد القارس.
  2. تدمير البنية التحتية مثل المدارس والمستشفيات والطرق يجعل من الصعب تقديم الخدمات الأساسية للسكان. هذا يؤثر بشكل كبير على التعليم والرعاية الصحية والتنقل.
  3. يعاني الشمال السوري من عزلة اقتصادية بسبب الحصار والصراعات المستمرة. هذا يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر، مما يزيد من معاناة السكان.
  4. هناك تدفق مستمر للنازحين من مناطق أخرى في سوريا، مما يزيد الضغط على الموارد المحدودة ويعقد جهود الإغاثة.
  5. استمرار الصراعات بين الفصائل المسلحة المختلفة يؤدي إلى عدم استقرار أمني، مما يجعل من الصعب تنفيذ برامج التنمية والإغاثة بشكل فعال.
  6. تراجع الدعم الدولي يزيد من صعوبة تنفيذ المشاريع الإنسانية والتنموية في المنطقة، مما يترك العديد من الاحتياجات دون تلبية.

من خلال هذه التحديات يظهر الحاجة الملحة لمجابهتها بطرق صحيحة, نرى في مكتب شؤون اﻷسرة لـ تيار المستقبل السوري أن هناك عدة طرق يمكنك من خلالها دعم الجهات التي تقدم المساعدات إلى سورية, وهي:

  1. التبرع المالي: يمكن التبرع مباشرة للمنظمات الإنسانية مثل “اليونيسف”، “برنامج الأغذية العالمي”، “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، و”أطباء بلا حدود”. هذه التبرعات تساعد في توفير الغذاء، المياه، الرعاية الصحية، والتعليم للأطفال والعائلات المتضررة.
  2. يمكن التطوع مع المنظمات الإنسانية: فهناك فرص للتطوع محليًا أو دوليًا، سواء في المكاتب أو في الميدان.
  3. تنظيم حملات لجمع التبرعات عبر الإنترنت لدعم المنظمات الإنسانية: هذه الحملات يمكن أن تكون فعالة جدًا في جمع الأموال وزيادة الوعي بالقضايا الإنسانية في سورية.
  4. نشر الوعي: عبر مشاركة المعلومات حول الأزمة السورية واحتياجات السكان المتضررين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. زيادة الوعي يمكن أن تحفز المزيد من الناس على التبرع والمساعدة.

كل هذه الطرق تساهم في تقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين في سورية وتساعد في تحسين حياتهم.

مجابهة استراتيجية للتحديات:

إن حل التحديات التي تواجه الجهات التي تهتم بالطفولة في سورية وخاصة في الشمال السوري، يتطلب جهودًا متعددة الأبعاد تشمل:

  1. زيادة التمويل والدعم المالي:
    • أ. زيادة التمويل الدولي: يجب على المجتمع الدولي زيادة التمويل المخصص للمساعدات الإنسانية في سوريا. هذا يشمل دعم المنظمات الدولية مثل “اليونيسف” و”برنامج الأغذية العالمي”، وكذلك المنظمات المحلية التي تعمل على الأرض.
    • ب. تشجيع التبرعات الفردية: يمكن للأفراد المساهمة من خلال التبرعات المالية للمنظمات الإنسانية التي تعمل في سورية, كما تحدثنا بطرقها سابقاً.
  2. تحسين الوصول إلى المناطق المتضررة:
    • أ. تسهيل الوصول الإنساني: يجب على جميع الأطراف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، بما في ذلك عبر المعابر الحدودية مثل معبر باب الهوى الذي يعتبر شريان حياة لملايين الأشخاص في شمال غرب سورية.
    • ب. التنسيق مع السلطات المحلية: التعاون مع السلطات المحلية لضمان وصول المساعدات بشكل آمن وفعال.
  3. تعزيز القدرات المحلية:
    • أ. بناء القدرات: تدريب العاملين المحليين في مجال الإغاثة على تقديم الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والدعم النفسي للأطفال, ولنا تجربة فريدة في مقرنا باعزاز من إقامة دورات في بناء القدرة.
    • ب. دعم المنظمات المحلية: تقديم الدعم المالي والتقني للمنظمات المحلية لتعزيز قدرتها على تقديم المساعدات.
  4. التركيز على التعليم والدعم النفسي:
    • أ. برامج التعليم: إنشاء ودعم برامج تعليمية للأطفال في المناطق المتضررة لضمان استمرار تعليمهم حتى في ظل الظروف الصعبة.
    • ب. الدعم النفسي والاجتماعي: توفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين يعانون من آثار النزاع، بما في ذلك برامج العلاج النفسي الجماعي والفردي.
  5. التعاون الدولي والمحلي:
    • أ. التعاون بين المنظمات: تعزيز التعاون بين المنظمات الدولية والمحلية لضمان تنسيق الجهود وتجنب الازدواجية في تقديم المساعدات.
    • ب. الشراكات مع القطاع الخاص: تشجيع الشراكات مع القطاع الخاص لتوفير الموارد والخبرات اللازمة لدعم الأطفال.
  6. التوعية وزيادة الوعي:
    • أ. حملات التوعية: تنظيم حملات توعية لزيادة الوعي بأهمية دعم الأطفال في سورية وجمع التبرعات اللازمة.
    • ب. الإعلام والتواصل: استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لنشر المعلومات حول الوضع في سورية واحتياجات الأطفال.

إننا نرى أن هذه الجهود مجتمعة يمكن أن تساهم في تحسين الوضع للأطفال في سورية وخاصة في المناطق الشمالية المتضررة.

خاتمة:

يبقى أملنا معقوداً بأجيال المستقبل في سورية, فالأطفال هم بذور الغد، وهم من سيعيد بناء بلادهم. من هنا تأتي أهمية توفير الحماية والدعم لهم، وتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل. إن المجتمع المدني، بدوره، يلعب دوراً حيوياً في الدفاع عن حقوق الطفل، وتقديم الخدمات الأساسية لهم، وبناء مجتمع أكثر عدلاً ومساواة. علينا جميعاً أن نعمل معاً من أجل مستقبل أفضل للأطفال السوريين، مستقبل يحفظ فيه كرامتهم وحقوقهم، ويضمن لهم حياة كريمة.
إن ما يعيشه الأطفال السوريون هو جريمة ضد الإنسانية، ولا يمكن السكوت عنها. يجب على المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات الإنسانية أن تزيد من جهودها لتوفير الحماية للأطفال السوريين، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقهم. كما يجب على المجتمع المدني أن يواصل نضاله من أجل حقوق الطفل، وأن يضغط على الحكومات لتطبيق القوانين الدولية لحقوق الإنسان. علينا جميعاً أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه هؤلاء الأطفال، وأن نعمل جاهدين لإنهاء معاناتهم.
هذا وإن قوانين حقوق الإنسان الدولية توفر إطاراً قانونياً قوياً لحماية الأطفال. يجب على جميع الدول الأطراف في هذه الاتفاقيات أن تلتزم بتطبيقها، وأن تضمن حماية حقوق الطفل في جميع الظروف، بما في ذلك النزاعات المسلحة. كما يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على تعزيز آليات المساءلة عن انتهاكات حقوق الطفل، وأن يضمن عدم إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب.

مكتب شؤون الأسرة
فريق البحث
قسم البحوث والدراسات
دراسات
تيار المستقبل السوري

المراجع:

  1. IMPACT Research.
  2. International Rescue Committee.
  3. UNICEF.
  4. GoAbroad.
  5. Harmoon Center.
  6. مراكز أم فقاعات: المجتمع المدني السوري بعد عقد من الصراع.
  7. من أجل ثقافة مجتمع مدني فاعلة في سورية.
  8. الأمم المتحدة.
  9. Syria Humanitarian Fund – United Nations.
  10. التقرير العالمي 2024: سوريا | Human Rights Watch.
  11. سوريا: تفاقم الانكماش في معدلات النمو وتدهور رفاه الأسر السورية.
  12. بين الحل والحلول في سوريا – العربية.
  13. AFNS – صندوق المساعدات لشمال سورية.
  14. الحياة مع “اللا بديل” في الشمال السوري – عنب بلدي.
  15. الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
  16. في اليوم العالمي للطفل: التقرير السنوي الثاني عشر عن الانتهاكات بحق ….
  17. الأزمة السورية | UNICEF الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
  18. تقرير أممي: أطفال سوريا “محرومون من طفولتهم” وجرائم مستمرة ترتكبها ….
  19. حقوق الطفل في القوانين السورية – منظمة موريا.
  20. قانون حقوق الطفل – الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان.
  21. CRS – Child Right Socitey – جمعية حقوق الطفل Child Right ….
  22. من مواد قانون حقوق الطفل رقم (21) الذي اصدره السيد الرئيس بشار الأسد ….
  23. جمعية حقوق الطفل.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى