المكتب السياسيبيانات / تصريحات المكتب السياسي

حول تصريح وزير الخارجية الإيراني وأنها لا تريد توسيع الصراع

تيار المستقبل السوري يرى بتصريح وزير خارجية ايران مساء الاثنين:”أن إيران تدعم الفلسطينيين سياسياً وإعلامياً وإنها لا تريد توسيع الصراع” دليل تخادم مع أمريكا التي تعتبر إيران عدوة لها من فوق الطاولة، لكنها تجدها الحلقة الأهم بالنسبة لأمنها في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد التطبيع العربي معها، والذي منع استمرار إسرائيل كشرطي في المنطقة.


تيار المستقبل السوري يعتبر أن حاجة أمريكا لإيران باتت تعدُّ حاجةً استراتيجيّةً ومحورية.


تيار المستقبل السوري يرى أنّ إيران تَعتَبر وجود واستمرار حماس والجهاد الإسلامي ومن دار في فلكهما مهماً لها لسببين:
الأول: أنّهما سنيَّتان، وهذا الأمر تحديداً يشكّل ميزاناً إقليمياً ومحلياً يخدم تواجد إيران الشيعي العسكري بأذرعها المتعددة في المنطقة، مما يمنع اتهامها وحدها بالطائفية والمذهبية وما شاكل ذلك.

الثاني: أنّهما فصيلان فلسطينيان، وسرديّة النظام الإيراني منذ استلام الخميني تقوم على نظرية “المقاومة والممانعة”، وبالتالي فإنّ جلّ الفصائل الفلسطينية تُعتَبر بالحدّ الأدنى مواليةً لإيران، إن لم نقُل إحدى أذرعه العسكرية في المنطقة، ولكن بنكهةٍ سنيّة، ومن هذا المنطلق فإنه لا يمكن لإيران التفريط بغزة وستحاول جاهدة إدارة الزوايا.


تيار المستقبل السوري يرى رغم أنّ عملية 7 اكتوبر حصلت دون علم إيران المسبق، لكنها بالوقت نفسه تديرها من خلال وكلائها الاقليميين، وبشكلٍ يحفظ مصالحها، ويجعل الاسرائيلي يحسب حساب انكشاف ظهره أثناء اجتياحه غزّة، ولكن بالمقابل فإننا نرى وجهة نظر تقول: أن هناك جناحاً لدى إيران يعمل على التجهز لأي تدخل عسكري متوقع، وذلك عبر أذرعها وميليشياتها، سواء تلك المتواجدة على أطراف الجولان، أو الموجودة في جنوب لبنان. وأن إيران في حال شعرت أن حماس والجهاد باتا في مرحلة احتضار من خلال اجتياح غزّة عسكرياً، فسيتم تحريك أذرع إيران وزجهم في المواجهة، وفي حال لم يتم ذلك، فإنها ستستمر باتباع سياسة الاشتباك المعتادة وحسب


تيار المستقبل السوري يرى أن هناك جناحاً إيرانياً (أمريكياً) يرى أن ورقة حماس والجهاد قد سقطت وانتهت، وأنه لابأس من التضحية بهما، كونهما وصلتا لسقف تأييدهما المشروع الإيراني، وباتتا عبئاً عليه، مما جعل إيران تخشى من انقلابهم عليها، بما يهدد مصالحها (ضمن التوتر السني الشيعي المتصاعد في المنطقة)، لذا ففرصة التخلص منهما باتت هي الأنجع والأسلم، ويعزز تيار المستقبل السوري رؤيته تلك من خلال ربط تطبيع علاقات إيران مع السعودية من جانب، ورغبة المجتمع الدولي بخلق مناخ مناسب للتطبيع العربي الإسرائيلي بحيث تكون المملكة العربية السعودية على رأسه وفي مقدمته، لذا فإن القضاء على كل من حماس والجهاد الإسلامي ومن يدور في فلكهما سيكون فرصة تاريخية لتعبيد الطريق أمام ذاك السلام التاريخي المنشود، والذي تحدث عنه وزير الخارجية التركي حقان فيدان منذ أيام.


تيار المستقبل السوري يرى أن الأمر الوحيد الثابت والواضح، أن عملية 7 اكتوبر تؤسس اليوم لمرحلةٍ جديدة، ولدينا معلومات قد تكون صادمة للمتابع الغارق بتفاصيل مايجري، نرى عدم اعلانها اليوم، ولكن يمكننا اعتبار أن ايران تعيش حالةً من الخيارات الصعبة، والتي تجعلها لا تنجر لصراع حقيقي مع اسرائيل وأمريكا من جانب، وإبقاء الصراع ضمن حدود الاشتباك المتعارف عليها من جانب آخر، بحيث لا تهدم مشروعها الأم والقائم على وحدة الساحات.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى