مصطلح اجرائي وضعه الكاتب
ولتوضيح المقصود سأقدم لكم تعريف مصطلحين آخرين :
التراكم والتراكب
كيف نراكب انجازاتنا ؟
سأضع تعريفين للتراكم والتراكب أرى أنهما ضروريان لفهم التعريف الدقيق للاستراتيجية:
أولا : التراكم :
هو عملية الإضافات المتتالية دون جدولة مكانية و زمانية .
- لا يستند إلى تصور مسبق .
مثال : نثر مجموعة حروف لا ينتج قصيدة أو مقالا , كذلك عندما تستمع إلى شخص مختل عقليا وهو يتلفظ بحروف غير مرتبة وكلمات
- يعيق عملية التفسير .
مثال : سماع متحدث بلغة أجنبية لا تفهم منه شيئا .
ثانيا : التراكب :
هو عملية الاضافات المتناسقة والمتكاملة و المجدولة مكانيا و زمنيا.
| عاشت سورية ويسقط الأسد |
| التراكم | التراكب |
| الاضافة العشوائية | الاستضافة المرتبة القديم مستعد للجديد والجديد منسجم مع القديم قال جل جلاله : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ. ( محمد 2) |
| التكدس العشوائي | البناء المدروس |
| تركة غير مهيأة من السابق إلى اللاحق | إرث جاهز يستقبله اللاحق ويبني عليه |
| رابطة الصدفة | رابطة تعاقدية |
| طرق تحتوي تقاطعات تنتج هدر | طريقة مثلى في وضوحها قال محي الدين ابن عربي الحاتمي الاندلسي : (إن الشيطان لَيَقْنَع من الانسان بإخراجه من عمل حسن إلى عمل آخر حسن مثله ) أي أن الشيطان ليكتفي في العمل على تحويل الانسان من وجهته باقناعه بضرورة الانصراف عن عمله الطيب وهو لم يكمل إنجازه بعد , إلى عمل طيب مثله , لأنه بذلك يجعله دائما في المراحل الأولى من أعماله , دون أن يظفر بإنجاز كامل لواحد منها . ( كتاب النقد الذاتي لعلال الفاسي ص 41 ) |
| غير مزمّن | التزمين أساسي |
| تجميع | تنامي |
| تتابع | تعاقب |
| تخاصم | تكامل |
تأمل :
تأمل قوله تعالى : ( لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ويجعلَ الخَبيثَ بعضَهِ على بعْضٍ فيَرْكُمَهُ جميعا فيجعَلَهُ في جهنَّم أولئك هُمُ الخاسرون ) ( الانفال 37)
وقوله تعالى: ( في أي صورة ما شاء ركّبك ) (الإنفطار 8)
هل استنتجت دلالة لغوية على التراكم والتراكب ؟
بالنسبة للتراكم :
فالآية الكريمة تبين كيف سيكون مصير الخبث وبأي طريقة .
لنستلهم منها طريقة التعامل مع الخَبَث , لانهتم لتموضعه ولموقعه ولا نهتم لترتيبه وتنظيمه لأن مصيره النفي والطرد ثم يصير إلى التفكيك والتعقيم , بعدما تراكم بطريقة غير مرتبة ولا مجدولة , توحي بالاهانة والذّلّة ,
فلا قيمة للتموضع ولا قيمة للترتيب الزمني .
مصيره التفكيك إلى مواد بسيطة , تنتهي فيها ظاهرة التراكم العشوائية , وتتبخّر الروابط والعلاقات .
أما التراكب :
سيكون وفق خريطة مسبقة للصورة ,ومجدولا في سلسلة جينات متراكبة في خريطة الـ DNA تحتوي معلومات كاملة عن الخطة الشاملة للنمو والافراز والتفاعل والتكاثر من الحياة إلى الممات , وقابلة للفك والتركيب بطريقة تمكنها من الاستمرارعبر أجيال جديدة
في صور قدرها الله تعالى للمستقبل.
الاستراتيجية ( المحبوكية ) 
مشتقة من كلمة (استراتيجيوس ) اليونانية , وتعني القائد العسكري.
ويعتبر كتاب ( فن الحرب ) للقائد سن تسو أقدم مرجع في الاستراتيجية.
وسمي بالكتاب المقدس للدراسات العسكرية .
في لغتنا :
حبك المؤامرة : أحكم خطتها ( تخطيط شامل)
حبك الثوب : أتقن نسجه (تراكب)
حبك القصة : أجاد صياغتها (ترابط وتكامل )
حبك العقدة : قواها ووثقها ( تمكين )
حبك الأمر : أحسن تدبيره ( إدارة)
قال تعالى: (والسماء ذات الحبك ) – الذاريات 7-
فقد أبدع الله وأتقن خلق السماوات وهي تتحرك وتنمو وتسير إلى غاية قدرها الله لها ,
فمن السهل أن ترسم صورة ثابتة في لوحة ابداعية رائعة , لا تراعي الحركة والنمو ,
لذلك يكون التخطيط الجامد محكوما عليه بالفشل , وعليه تتطلب الخطة عنصرا هاما وهو القابلية للتجديد الذاتي وإمكانية النمو والتقلص .
وإني أقدم مصطلح المحبوكية وفق التعريف التالي :
المحبوكية:
هي خريطة شاملة توضح كيفية جريان التراكب في صورة الرؤية.
بمعنى آخر :
المحبوكية : هي خريطة توضح :
1) المنطلق والرؤية .
- كيفية جريان التراكب .
ومستعدة للتعامل مع التهديدات والفرص وتراعي حركة التغيير المستمرة .
ولا يكون المفكر استراتيجيا ( حبوكيا ) مالم يكن قادرا على صياغة تصور شامل من أجزاء متعددة وبعضها متناقضة , ووضع سكة واضحة لجريان العمليات عليها , وصولا إلى تصوره.
كتبه جعفر الصادق طحان
