المكتب العلميباحثون مستقلوند. سعد الدين البزرة

زمن الذل والعار

نشهد في نهاية 2023 وبداية زمن 2024 وقائع أحداث تجري على أرض فلسطين العربية في غزة تثبت ان أمة العرب (حاليا) هي أمة الذل والعار بقيادة مسؤوليها الذين خانوا أمانة المسؤولية عن شعوبهم.

لربما تكون قيادة كل دولة عربية مسؤولةً بشكل مباشر عن شعبها وكيانها السياسي وحدودها وامنها الخاص، وليست مسؤولة عن حياض دولة أخرى أو شعب آخر.
نعم نتفهم ذلك في ظل ظروف الدول الوطنية المختلفة، ولكن هناك تساؤل عن الانتماء المشترك لمجموعة شعوب مفاده أنه هل للجذور المشتركة اللغوية والتاريخية والعقدية اية توابع أو مفاعيل!
الجواب بدون شك بأن من يمتلك لغة وتاريخ واواصر ومصالح مشتركة يفرض على المشتركين بها ان يكون لهم مواقف تخرج عن السياق الوطني البحت المنغلق على نفسه، وتدفعه باتجاه تبني ودعم من كان له جذور مشتركة معه.

بداية نقول بأن ما نراه اليوم من انغلاق الحكومات العربية على نفسها تجاه ما يجري في فلسطين ينبئ بأن كيانات العرب الحالية ستتعرض إلى تهشيم وتكسير وتفريق دون أن تجد مقاومة لذلك، وسوف تتبدد عروش الكثير جدا من الأوطان بطريقة دراماتيكية لم تكن في الحسبان لأن البنية التشاركية لهذه الأوطان مع مثيلاتها هي من الوهن بمكان كما اثبتت أحداث فلسطين غزة.

وللايضاح أكثر فإن رابط الأخوة الدينية الذي من المفترض أن يكون أقوى الروابط ثبت انه ضعيف جدا في ظل بنية الأنظمة التي تحكم تلك البلاد، ويبدو ان هذا منتج طبيعي لأن رابط الأخوة لم يكن وفق المنطق السياسي منذ زمن بعيد ، بل هو مقتصر على الرسوم الخارجية لمجموعة شعوب آمنت بالإسلام.

أخيرا. عزاؤنا الشديد جدا لأهلنا في غزة العزة التي اثبتت لنا ولكل العالم الذي يعيش على الأرض بأن الإنسان سيكون في أسفل سافلين ما لم تحكمه الأخلاق النبيلة والإيمان بأن للكون خالقا مدبرا سيحصي علينا أعمالنا ويحاسبنا عليها.

إن آلة الدمار والقتل الإسرائيلية ستستمر في غيها واجرامها في ظل هذا الخنوع والذل والعار الذي صبغ قيادات المنطقة العربية والإسلامية.

اللهم فاشهد بأن الشعوب العربية والمسلم، وبقية شعوب الأرض تئن في وجعها من هذا البلاء المحيق الذي يعصف بأهلنا في غزة رفح فلسطين هذه الأيام.

د سعدالدين البزرة
18/2/2024

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى