النسويّة، دورٌ وأهميّة
استهلال:
النسوية حركة اجتماعية وسياسية تسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين في جميع جوانب الحياة، بدءا من الحقوق السياسية والاقتصادية إلى الفرص الاجتماعية والثقافية.
وتطالب النسوية بتغيير الأدوار التقليدية المحددة للجنسين، وتحدي الصور النمطية عن المرأة والرجل، ووضع حد للتمييز والعنف ضد المرأة.
هذا وتاريخ النسوية طويل ومعقد، ويمكن تقسيمه إلى عدة موجات:
- الموجة الأولى: بدأت في القرن التاسع عشر واستمرت حتى أوائل القرن العشرين، وركزت تلك الموجة على المطالبة بحقوق المرأة الأساسية مثل حق التصويت والمشاركة السياسية، وحقوق الملكية، والتعليم.
- الموجة الثانية: بدأت في منتصف القرن العشرين واستمرت حتى السبعينيات، ووسعت تلك الموجة نطاق المطالب لتشمل المساواة في مكان العمل، وإعادة تعريف الأدوار الجندرية، والعنف ضد المرأة.
- الموجة الثالثة: بدأت في الثمانينيات وتستمر حتى اليوم، وتتميز هذه الموجة بتنوعها وشموليتها، حيث تتناول قضايا مثل الهوية الجندرية، والعرق، والطبقة الاجتماعية، والمثلية الجنسية.
ولهذا كان لهذه الموجات انجازات تمثلت بحق التصويت، فحققت العديد من الدول حق التصويت للمرأة، وإن كان ذلك بعد نضال طويل.
كما زادت فرص المرأة في التعليم على جميع المستويات.
وأيضاً حققت المرأة تقدماً ملحوظاً في سوق العمل، ولكن لا تزال هناك فجوات كبيرة في الأجور والترقيات.
إضافة إلى سن قوانين لحماية المرأة من العنف، وزيادة الوعي به.
كما وحققت المرأة تقدماً في حقوقها الإنجابية، مثل تحديد النسل والإجهاض.
إذاً، فالنسوية حركة أساسية لتحقيق عالم أكثر عدلاً ومساواة. وهي ذات منشأ غربي بالدرجة الأولى، كما تسعى إلى تمكين المرأة من تحقيق كامل إمكاناتها، وتوفير فرص متساوية للجميع. كما وتساهم النسوية في بناء مجتمعات أكثر شمولية وتسامحاً.
ومما يجدر ملاحظته أن النسوية ليست حركة موحدة، بل تتضمن مجموعة متنوعة من الأفكار والآراء، كما لا تقتصر النسوية على النساء، بل تشمل الرجال الذين يؤمنون بالمساواة بين الجنسين.
وأيضا لابد من القول أن النسوية ليست ضد الرجال، بل تسعى إلى تحرير المرأة والرجل من الأدوار الجندرية التقليدية.
في سورية:
النسوية في سورية تمر بمرحلة بالغة التعقيد والتحدي، وتتأثر بشكل كبير بالأزمة السورية المستمرة.
فمن جهة، دفعت الأزمة بالنساء السوريات إلى صدارة المشهد، حيث كنّ في طليعة المتظاهرين والناشطين، وتحمّلن العبء الأكبر في توفير الرعاية لأسرهم ومجتمعاتهن.
ومن جهة أخرى، زادت الأزمة من حدة الانتهاكات ضد المرأة، مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، والزواج المبكر، والاتجار بالبشر.
التحديات التي تواجه النسوية في سورية:
- الحرب والنزوح: أدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية، وتشريد الملايين، ما أدى إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المرأة.
- العنف القائم على النوع الاجتماعي: ازدادت معدلات العنف ضد المرأة بشكل كبير، سواء كان عنفًا منزليًا أو عنفًا جنسيًا أو قتل شرف.
- الزواج المبكر: زاد انتشار الزواج المبكر، خاصة بين الفتيات النازحات واللاجئات، مما يحرمهن من التعليم والعمل.
- التحيز الثقافي: لا تزال هناك عادات وتقاليد تقيد دور المرأة وتحد من حقوقها.
- غياب الاستقرار السياسي: يؤثر غياب الاستقرار السياسي على قدرة المنظمات النسوية على العمل بشكل فعال.
وقد كان للنسوية السورية انجازات من بينها:
- النشاط المدني: حيث برزت العديد من الناشطات السوريات اللائي لعبن دورًا حاسمًا في الثورة السورية وفي العمل الإغاثي والإنساني.
- التنظيم النسوي: فقد تأسست العديد من المنظمات النسوية التي تعمل على تقديم الدعم للنساء الناجيات من العنف، وتعزيز قدراتهن، والمطالبة بحقوقهن.
- التوعية: فقد زاد الوعي بقضايا المرأة وحقوقها، وخاصة قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي.
- المشاركة السياسية: حيث بدأت المرأة السورية تشارك بشكل أكبر في الحياة السياسية، وتطالب بتمثيل أكبر لها في المؤسسات الرسمية.
ورغم التحديات الجسام، فإن هناك أملًا في مستقبل أفضل للمرأة السورية، فقد أثبتت قدرتها على الصمود والتحدي، وهي مصممة على بناء مستقبل أفضل لبلدها ولنساء جيلها والأجيال القادمة.
إيجابيات النسوية:
النسوية حركة عالمية كما أسلفنا، وتسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتمنح المرأة حقوقها كاملة في جميع المجالات.
هذه الحركة، على الرغم من مواجهتها تحديات عديدة، إلا أنها حققت إنجازات كبيرة وساهمت في تحول جذري في المجتمعات.
إيجابيات النسوية على مستوى العالم:
- توسيع المشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة: أثرت النسوية بشكل كبير على زيادة تمثيل المرأة في البرلمانات والحكومات، ما أدى إلى صياغة سياسات أكثر شمولية تعكس احتياجات النساء.
- تحسين فرص التعليم والعمل: ساهمت الحركة النسوية في زيادة الوعي بأهمية تعليم الفتيات وتمكينهن اقتصاديًا، ما أدى إلى زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة وتقليص الفجوة بين الأجور.
- مكافحة العنف ضد المرأة: من خلال رفع الوعي بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، فقد ساهمت النسوية في سن قوانين أكثر صرامة لحماية المرأة، وتوفير الدعم للناجيات من العنف.
- تغيير الأدوار الجندرية: لقد ساهمت النسوية في تحدي الأدوار الجندرية التقليدية، ما أتاح للنساء والرجال على حد سواء فرصًا أكبر لاختيار مسارات حياتهم.
- تعزيز حقوق الإنسان: فالنسوية جزء لا يتجزأ من حركة حقوق الإنسان، حيث تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة للجميع.
وبخصوص إيجابيات النسوية في سورية، فإنه وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهها المرأة السورية، إلا أن الحركة النسوية في سورية حققت إنجازات مهمة برأينا تمثلت بـ:
- زيادة الوعي بحقوق المرأة: فقد ساهمت الناشطات السوريات في زيادة الوعي بحقوق المرأة وقضاياها، ما خلق جيلًا جديدًا من النساء الواعيات بحقوقهن.
- تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا: فقد أسست العديد من المنظمات النسوية مشاريع اقتصادية صغيرة لدعم النساء، ووفرت مساحات آمنة لهن للتعبير عن أنفسهن وتبادل الخبرات.
- المشاركة في الحياة السياسية: حيث لعبت النساء السوريات دورًا بارزًا في الثورة السورية، وشاركن في المفاوضات السياسية، مما زاد من تمثيلهن في الحياة السياسية.
- البناء المجتمعي: ساهمت النساء السوريات في بناء مجتمعات أكثر مرونة وقدرة على الصمود، من خلال تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمجتمعات المتضررة من الحرب.
- تغيير النظرة المجتمعية للمرأة: ساهمت الحركة النسوية في تغيير النظرة المجتمعية للمرأة، وزيادة تقدير دورها في المجتمع.
إذا، النسوية في سورية، كما في العالم أجمع، هي حركة حيوية تسعى لبناء مستقبل أكثر عدالة ومساواة.
ورغم التحديات الكبيرة، إلا أن إصرار النساء السوريات على تحقيق حقوقهن يمثل مصدر إلهام للنساء في كل مكان.
سلبيات النسوية، نقد ونظرة متوازنة:
لطالما كانت الحركة النسوية محل جدل ونقاش، وعلى الرغم من إنجازاتها الكبيرة في مجال المساواة بين الجنسين، إلا أنها تواجه أيضًا انتقادات، وتوجه إليها اتهامات بوجود بعض السلبيات.
ومن المهم أن ننظر إلى هذه الحركة نظرة متوازنة، وأن ندرك أن أي حركة اجتماعية واسعة النطاق تحمل في طياتها جوانب إيجابية وأخرى سلبية.
السلبيات التي تُوجه إلى الحركة النسوية بشكل عام:
- التطرف والتشدد: فبعض التيارات النسوية قد تتبنى مواقف متطرفة ترفض أي اختلاف أو تنوع، وتسعى إلى فرض أجندة نسوية جامدة على الجميع.
- صراع الجنسين: فقد يؤدي التركيز المفرط على حقوق المرأة إلى خلق صراع بين الجنسين، بدلًا من التركيز على تحقيق التعاون والمساواة بينهما.
- تجاهل الاختلافات الثقافية والدينية: قد تتجاهل بعض التيارات النسوية الاختلافات الثقافية والدينية، وتفرض قيمًا غربية على مجتمعات أخرى، مما يثير الصراعات الاجتماعية.
- التركيز المفرط على الهوية الجندرية: قد يؤدي التركيز المفرط على الهوية الجندرية إلى إهمال قضايا اجتماعية أخرى مهمة، مثل الفقر والظلم والعنصرية.
- تضخيم المشاكل: قد تميل بعض النسويات إلى تضخيم المشاكل التي تواجه المرأة، وتقديم صورة سلبية جدًا عن المجتمع.
وبخصوص السلبيات التي قد تواجهها الحركة النسوية في سورية بشكل خاص:
- التأثر بالصراع: قد تتأثر الحركة النسوية في سورية بشكل كبير بالصراع الدائر، مما يؤدي إلى تشتت الجهود وتقليل تأثيرها.
- التحيز الثقافي والديني: قد تواجه الحركة النسوية في سورية مقاومة شديدة من قبل التيارات الدينية المتشددة، والتي ترى أن النسوية تتعارض مع القيم والمبادئ الدينية.
- التركيز على القضايا الأمنية: قد يؤدي التركيز على القضايا الأمنية والإنسانية الناتجة عن الحرب إلى تهميش القضايا النسوية.
- صعوبة التنظيم: قد تواجه المنظمات النسوية في سورية صعوبات كبيرة في التنظيم والعمل بسبب الظروف الأمنية الصعبة.
هذا، ونؤكد على أن النسوية ليست حركة متجانسة، فهناك العديد من التيارات النسوية، ولكل تيار رؤيته الخاصة وأهدافه.
كما أن الانتقادات الموجهة إلى النسوية لا تلغي إنجازاتها، بل يجب أن ننظر إلى النسوية بشكل نقدي، ولكن دون أن ننكر دورها الكبير في تحسين أوضاع المرأة!! لهذا سيكون الحل في الحوار والتعاون، ويجب على النسويات العمل مع الرجال والنساء من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية للوصول إلى حلول توافقية للقضايا التي تواجه المجتمع.
ومن المهم أن ندرك أن الحركة النسوية هي حركة ديناميكية تتطور باستمرار، وأنها ليست خالية من النقائص، ومع ذلك، فإن أهدافها الأساسية في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، تبقى أهدافًا نبيلة تستحق الدعم والمساندة.
تمكين الإيجابيات وتجاوز السلبيات:
تعتبر الحركة النسوية في سورية قوة دافعة للتغيير الإيجابي، ولتعزيز دورها وتجاوز السلبيات، يمكن اتباع الإجراءات التالية:
- بناء شراكات قوية:
- أ. التعاون مع المنظمات الدولية: العمل مع المنظمات الدولية لحقوق الإنسان والمرأة لتأمين الدعم المالي والفني.
- ب. الشراكة مع المنظمات المحلية: تعزيز التعاون بين المنظمات النسوية المختلفة لتقاسم الخبرات والموارد.
- جـ. إشراك الرجال: حشد دعم الرجال والشباب للعمل معًا من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين.
- التركيز على القضايا الملحة:
- أ. مكافحة العنف ضد المرأة: توفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للناجيات من العنف، والعمل على سن قوانين أكثر صرامة لحماية المرأة.
- ب. تعزيز التعليم والتمكين الاقتصادي: تقديم برامج تعليمية ومهنية للنساء، ودعم المشاريع الاقتصادية التي تملكها وتديرها النساء.
- جـ. المشاركة السياسية: تشجيع النساء على المشاركة في الحياة السياسية والمدنية، وتدريبهن على المهارات القيادية.
- تطوير خطاب نسوي شامل:
- أ. الابتعاد عن التطرف: تجنب المواقف المتطرفة التي قد تؤدي إلى استقطاب المجتمع.
- ب. احترام التنوع: الاعتراف بالتنوع الثقافي والديني للمجتمع السوري، وبناء خطاب نسوي يتماشى مع هذا التنوع.
- جـ. التركيز على القواسم المشتركة: التركيز على القيم المشتركة التي تجمع بين النساء والرجال، مثل العدالة والمساواة والكرامة.
- مواجهة التحديات:
- أ. التعامل مع التمييز الثقافي: العمل على تغيير النظرات المجتمعية السلبية تجاه المرأة، وتحدي العادات والتقاليد التي تقيد حقوقها.
- ب. بناء الثقة: بناء الثقة بين النساء والمنظمات النسوية، وتوفير مساحات آمنة للتعبير عن الآراء والاحتياجات.
- جـ. التأقلم مع التغيرات: التكيف مع الظروف المتغيرة في سورية، وتطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات.
- دور المجتمع الدولي:
- أ. الدعم المالي واللوجستي: تقديم الدعم المالي واللوجستي للمنظمات النسوية العاملة في سورية.
- ب. ضمان الحماية: العمل على ضمان حماية النساء والناشطات من العنف والانتهاكات.
- جـ. دعم جهود إعادة الإعمار: ضمان مشاركة المرأة بشكل فعال في عملية إعادة إعمار سورية.
ومن خلال اتباع هذه الإجراءات، فإننا نرى أنه يمكن للحركة النسوية في سورية أن تلعب دورًا حاسمًا في بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة، حيث تحظى المرأة بحقوقها الكاملة وتشارك بشكل فعال في الحياة العامة.
كما يجب ضمان أمن الناشطات والمنظمات النسوية، وتوفير الحماية اللازمة لهن، وبناء شراكات قوية مع كافة مكونات المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات الشبابية والحقوقية، وأيضا الاستفادة من التجارب الدولية في مجال تمكين المرأة، وتكييفها مع السياق السوري.
خاتمة:
لا تزال قضية المرأة في العالم، وخاصة في مناطق النزاع مثل سورية، تتطلب مزيدًا من الجهد والعمل. فالمسيرة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين هي مسيرة طويلة وشاقة، تتطلب تضافر الجهود وتغييرًا جذريًا في الثقافات والمؤسسات.
وعلينا جميعًا أن نعمل معًا لبناء مجتمعات أكثر عدالة ومساواة، حيث تحظى المرأة بكامل حقوقها وتشارك بشكل فعال في صنع القرار.
وإن الحركة النسوية ليست مجرد حركة اجتماعية، بل هي ثورة على الظلم والقمع، فهي تمثل الأمل في مستقبل أفضل، حيث يمكن للنساء والرجال أن يعيشوا حياة كريمة خالية من التمييز والعنف.
ومن خلال دعمنا للنسوية، ندعم قيمًا إنسانية سامية مثل الحرية والعدالة والمساواة، وهذا ما نسعى للقيام به في تيار المستقبل السوري، وخاصة من خلال مكتب شؤون الأسرة
كما أنه ورغم التحديات التي تواجهها الحركة النسوية، إلا أن المستقبل يبشر بالخير. فالشباب والجيل الجديد من النساء والرجال يحملون قيمًا أكثر تقدمية وانفتاحًا، وهم أكثر وعياً بحقوق المرأة.
ومن خلال العمل معًا، يمكننا بناء مجتمعات أكثر عدالة ومساواة، حيث تحظى المرأة بالفرص نفسها التي يحظى بها الرجل.
على أن النسوية ليست مجرد فكرة، بل هي دعوة إلى العمل. علينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا في دعم هذه الحركة، سواء من خلال المشاركة في النشاطات النسوية، أو من خلال التوعية بأهمية المساواة بين الجنسين، أو من خلال دعم السياسات التي تعزز حقوق المرأة.
وكما يقال في سورية: “المرأة نصف المجتمع، وعندما تتقدم المرأة يتقدم المجتمع كله.”
وإننا نقول: “لا يمكن بناء مجتمع عادل دون تحقيق المساواة بين الجنسين.”
وأخيراً، فإننا نُشجع السوريين على اتخاذ إجراءات عملية لدعم قضية المرأة، وجعل الحركة النسوية في سورية، كما في العالم أجمع، شرارة أمل في عالم يئن اليوم تحت وطأة الظلم واللاعدالة.
فالمرأة السورية أثبتت للعالم أجمع قدرتها على الصمود والتحدي، ومساهمتها الفاعلة في بناء مجتمعها، ومن خلال دعمنا لها، فإننا ندعم قضية عادلة، ونبني مستقبلاً أفضل لأجيالنا القادمة. فالمساواة بين الجنسين ليست مجرد شعار نرفعه، بل حقاً أساسياً لكل إنسان، نناضل من أجله ونسعى لتحقيقه.
مكتب الرئاسة
د. زاهر إحسان بعدراني
مقال
تيار المستقبل السوري