تفجير وادي الذهب في حمص

في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها سورية خلال مرحلتها الانتقالية الحساسة، حيث نسعى جميعاً لبناء دولة مستقرة موحدة تضمن حقوق الجميع وتعزز السلم الأهلي، يؤسفنا في تيار المستقبل السوري أن نعلق على الحادث الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة الموافق 26 كانون الأول (ديسمبر) 2025، في مسجد الإمام علي بن أبي طالب بحي وادي الذهب في مدينة حمص. هذا الهجوم الغادر، الذي تبنته جماعة تُعرف بـ"سرايا أنصار السنة"، أسفر عن سقوط ثمانية شهداء على الأقل وإصابة أكثر من عشرين آخرين، من خلال تفجير عبوات ناسفة داخل المسجد أثناء أداء صلاة الجمعة، في منطقة ذات غالبية علوية، مما يشير إلى محاولة واضحة لإثارة الفتنة الطائفية وتقويض الجهود الوطنية لبناء مستقبل مشترك.

إننا في تيار المستقبل السوري ننظر بإيجابية كبيرة إلى المواقف الرسمية السورية التي أدانت هذا العمل الإرهابي بشدة، وأكدت التزامها بملاحقة الجناة وتعزيز الوحدة الوطنية، كما نثمن الإدانات العربية والدولية الواسعة، بما في ذلك تلك الصادرة عن دول عربية شقيقة مثل السعودية والإمارات والعراق وتركيا والأردن وقطر، ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، بالإضافة إلى إدانة الأمين العام للأمم المتحدة. هذه المواقف تعكس التضامن الدولي مع شعبنا في مواجهة الإرهاب، وتدعم الجهود الانتقالية نحو الاستقرار والسلام.

يؤكد تيار المستقبل السوري أن مثل هذه التفجيرات لا يمكن اعتبارها مجرد أعمال فردية أو عشوائية، بل قد تكون رسائل مخابراتية مدروسة تهدف إلى عرقلة العملية السياسية الانتقالية. وفي هذا السياق، نرى أن فصيل "سرايا أنصار السنة" قد يكون ذراعاً مخابراتياً تقف خلفه جهات أو دول متضررة من سقوط نظام الأسد البائد تسعى لإعادة الفوضى وإشعال الصراعات الداخلية للحفاظ على مصالحها الضيقة، سواء كانت إقليمية أو دولية. ونرى أن هذه الأعمال تذكرنا بضرورة الحذر من الاستغلال الخارجي للتناقضات الداخلية، وتدعونا إلى تعزيز الوعي الوطني لمواجهة أي محاولات لتقسيم الشعب السوري على أساس طائفي أو إثني.

يدعو تيار المستقبل السوري جميع الأطراف السورية، من سياسيين وناشطين ومواطنين، إلى تعزيز الوحدة الوطنية كأولوية قصوى لنجاح المرحلة الانتقالية، وإنهاء كل أشكال التطرف والإرهاب من خلال تعزيز الدولة القانونية والمؤسسات الدستورية. كما يجب أن نُركز على بناء مستقبل مشترك يعتمد على المصالحة الوطنية، وحماية التنوع السوري كقوة لا كضعف، مع رفض أي تدخلات خارجية تهدف إلى إدامة النزاعات. ونرى في تيار المستقبل السوري أن سورية الجديدة ستكون قوية بقدر ما تكون موحدة، وستتجاوز هذه التحديات بالحكمة والصبر، نحو غد أفضل يضمن الكرامة والحرية لكل أبنائها.

شاركها على:

اقرأ أيضا

زيارة الكنائس يوم الميلاد 2025

جولة وفد تيار المستقبل السوري في دمشق ومعلولا وزيارة الكنائس في يوم الميلاد 2025

27 ديسمبر 2025

إدارة الموقع

عندما تُناقض الرواية نفسها: قراءة نقدية في تقرير واشنطن بوست عن قسد والدروز وسوريا ما بعد الأسد

يعرض تقرير واشنطن بوست تعقيدات السياسة السورية وتأثيراتها على قسد والدروز.

27 ديسمبر 2025

علاء الدين الخطيب