يُحيي تيار المستقبل السوري اليوم الدولي لإلغاء العبودية الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 2 كانون الأول من كل عام، تخليداً لقرار اعتماد اتفاقية قمع الاتجار بالبشر واستغلال الغير في 2 كانون الأول 1949.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن هذا اليوم تذكير بأن العبودية — بصيغها التقليدية أو الحديثة — لا تزال تهدد كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية: العمل القسري، الاتجار بالبشر، زواج القاصرات، استغلال الأطفال … وغير ذلك من مظاهر الانتهاك التي تستوجب اليقظة الدائمة.
يرى تيار المستقبل السوري أن سورية، في مسار إعادة الإعمار والبناء، بحاجة إلى أن تجعل من حماية حقوق الإنسان — وكرامة الإنسان — ركيزة أساسية لإعادة بناء الدولة والمجتمع، ولا سيما في ظل التجارب القاسية التي مرّ بها الشعب السوري.
يشدّد تيار المستقبل السوري على أن احترام المبادئ الدولية لحقوق الإنسان، ومنها مكافحة أشكال الاستغلال والعبودية الحديثة، هو شرط ضروري لعودة سورية إلى المجتمع الدولي كدولة مسؤولة، قادرة على ضمان الكرامة لمواطنيها، وحامية لحقوقهم، لا فقط على الورق بل على أرض الواقع.
يرى تيار المستقبل السوري أن اليوم الدولي لإلغاء العبودية يمكن أن يُستخدم كمنصة رمزية لإطلاق مشروع وطني شامل، مشروع دولة العدالة، والحماية الاجتماعية، والحريات الأساسية، حيث لا مكان للاستغلال ولا للعبودية مهما كانت صيغتها.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن إعادة إعمار سورية وإعادة هيكلتها الاقتصادية يجب أن ترافقها سياسات اجتماعية وقانونية تضمن حقوق العمال، تحمي الفئات الهشة، وتمنع استغلال الحالة الاقتصادية السيئة كمدخل للرق القائم على الفقر أو الحاجة.
يدعو تيار المستقبل السوري إلى ما يلي:
- إصلاح تشريعي وقانوني يجرّم كل أشكال العبودية المعاصرة (عمل قسري، اتجار بالبشر، زواج قسري…) ويضمن الحقوق القانونية للضحايا.
- تأسيس آليات حماية اجتماعية ومراقبة عمالية لضمان أن إعادة الإعمار والاقتصاد لا تُبنى على استغلال البشر.
- تعزيز الوعي العام عبر الإعلام والتعليم حول مفاهيم الكرامة، والحقوق، والعدالة، ليُترجم اليوم الدولي إلى واقع معرفي وثقافي داخل سورية.
- مشاركة المجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية، والفعاليات الشبابية، والأوساط الأكاديمية في رصد الانتهاكات، ودعم الضحايا، والمساءلة بعيداً عن تهميش قضايا العمال والفئات الضعيفة.
- ربط العمل الداخلي بالمعايير الدولية، والتأكيد على أن سورية الجديدة تنطلق من التزام حقيقي مع المجتمع الدولي ومواثيقه، وتعمل على استعادة كرامة الإنسان السوري في كنف دولة حقوق وتعددية.
يعتبر تيار المستقبل السوري أن اليوم الدولي لإلغاء العبودية فرصة لتأكيد التزام سورية المقبلة بحقوق الإنسان، الكرامة، والعدالة. كما ونرى أن سورية — شعباً وأرضاً — تستحق أن تُبنى على أساس الحرية، والكرامة، والإنسانية. وإن أرادنا أن ننتقل من مسلسل المعاناة إلى بداية جديدة، فعلى ميثاق الكرامة والعدالة أن يكون حجر الزاوية.