يؤكد تيار المستقبل السوري انطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية في هذه المرحلة التاريخية الحساسة التي تمر بها سورية، وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه وحدتنا الوطنية، بأن سورية وطنٌ واحدٌ موحدٌ لا يقبل القسمة ولا الانقسام، أرضاً وشعباً وتاريخاً ومصيراً، وأن كل دعوة للتقسيم أو الفدرلة القسرية أو الانفصال، من أي جهة صدرت وتحت أي شعار رفعت، إنما هي طعنة في قلب الوطن وتكريس للمعاناة التي عشناها على مدى سنوات.
يُرحب تيار المستقبل السوري بكل صوت وطني صدر مؤخراً، ومن بينها البيان الهام الذي أصدرته الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع مذهب أهل البيت في سورية بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 من رحاب مقام السيدة زينب (عليها السلام)، والذي جدّد التمسك بوحدة سورية وسيادتها ورفض كل خطاب فتنوي أو سلوك تقسيمي، ودعا إلى الوعي ضد الشائعات والتحريض، كما نعتبر هذا البيان خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، وندعو كل القوى الوطنية والدينية والقومية إلى الانضمام إلى هذا الخطاب الجامع.
يرى تيار المستقبل السوري أن المرحلة الانتقالية التي نعيشها تتطلب من الجميع أعلى درجات الحكمة والمسؤولية، فالوحدة الوطنية ليست خياراً، بل هي الضمانة الوحيدة للخروج من الأزمة، ولبناء دولة مدنية حديثة تحترم التعددية وتكفل حقوق كل مواطن سوري بالتساوي، بلا تمييز على أساس الدين أو المذهب أو القومية أو المنطقة.
يدعو تيار المستقبل السوري الحكومة الانتقالية والقوى السياسية كافة إلى تسريع خطوات العدالة الانتقالية، وإطلاق حوار وطني شامل غير إقصائي، يضع دستوراً جديداً يعبر عن إرادة السوريين جميعاً، ويؤسس لدولة المواطنة والقانون والمؤسسات.
يُحذر تيار المستقبل السوري من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية والشائعات والتحريض الطائفي أو المناطقي، فكل كلمة تُكتب اليوم تحمل مسؤولية تاريخية، وكل صوت يدعو إلى الانفصال أو العنف إنما يخدم أعداء سورية فقط.
يؤكد تيار المستقبل السوري أن مستقبل سورية لن يبنيه إلا السوريون أنفسهم، بأيديهم وبرؤاهم الوطنية، بعيداً عن التدخلات الخارجية والأجندات الإقليمية. فسورية لكل أبنائها، وسيبقى علمها الواحد يرفرف فوق كل شبر من أرضها.