الذكرى السنوية الأولى لمعركة ردع العدوان

أبناء شعب سورية العظيم..
أيها الأحرار في كل شارع وجبل وقرية..

قبل عامٍ من اليوم، وفي فجر السابع والعشرين من تشرين الثاني 2024، انطلقت آخر معاركنا نحو نيل الحرية في بلدنا سورية، معركة ردع العدوان ونصرة الإنسان ورفعِ البنيان.

كانت لحظة انفجر فيها صمت السنوات التي سبقتها، فانطلقت أقدام المقاتلين من الشمال السوري وكل مكان حاملةً معها الوفاء لدماء ملايين الشهداء وأنين ملايين الثكالى وأحلام ملايين الأطفال الذين لم يعرفوا طفولتهم إلا تحت القصف والحصار، والحب للوطن.

أحد عشر يوماً فقط، من الشمال عاصمة الرباط نحو قلب دمشق عاصمة القرار والاستقرار، كانت كافية لتُسقط أعتى أنظمة القمع والاستبداد والاستعباد في التاريخ الحديث، "نظام الأسدَين" الطاغيين.

يرى تيار المستقبل السوري اليوم، وبعد عامٍ واحد فقط على معركة ردع العدوان، أننا نقف في ساحات الوطن أحراراً فوق أرضنا، لنرفع رؤوسنا إلى السماء التي لم تعد تُمطر براميل الموت،
ولنقول بصوتٍ واحد، نعم، انتهى فصل الاستبداد إلى الأبد وسقط كل طاغيةٍ وأسد.

إن تيار المستقبل السوري يؤمن أن معركة ردع العدوان يجب أن تكون آخر حربٍ نشنّها كسوريين ضد الظلم، وأول خطواتنا لنبني وطناً عزيزاً شامخاً حراً ومعافى.

فإلى كل دمعة سقطت في مخيمات النزوح..

وإلى كل أمٍ فقدت وليدها..

وإلى كل ليلة قضاها أسير في زنزانة النظام البائد..

وإلى كل حلم رسمه طفلٌ على جدران مدرسة مدمرة..

إن كل هذا تحوّل في ذاك الفجر الميمون هو وقود نصرٍ لم يسبقه نصرٌ مثله في تاريخ سورية (فحافظوا عليه واحفظوا ذكراه)

إن تيار المستقبل السوري يرى أننا لا نحتفل بذكرى معركة فقط، بل نحتفل بميلاد وطنٍ جديد يولد من رحم الألم والهم والدم.

نحتفل اليوم بأننا أنهينا حكم عائلةٍ ظنت أن سورية مزرعة لها، ولنبدأ كتابة تاريخ مجيد بأحرف من نور يقول: سورية لكل السوريين، دونما فرز أو تمييز، لا أحد فيها فوق القانون، ولا حكم فيها يورّث وراثةً، ولا أحد يحكمها بعد اليوم بالحديد والنار.

إننا في تيار المستقبل السوري وفي هذه الذكرى العظيمة
نُقسم أمام الله أولاً، ثم أمام دماء الشهداء، وأعين الأطفال الذين سيرثون هذا الوطن، أن نجعل كل قطرة دمٍ سالت على ثراه الطاهر سبباً في أن لا تسيل قطرة دمٍ أخرى بسبب ظلم أو قهر أو استبداد.

نقسم أن نبني سورية التي حلم بها شهداؤنا الأبرار، لا تلك التي يريدها من بقي من زبانية وفلول النظام البائد يتسللون بثيابٍ جديدة.

نعم سنكون حراس هذا النصر حتى آخر رمقٍ ونفَس.

يدعو تيار المستقبل السوري أن يكون هذا اليوم يوماً وطنياً في سورية العهد الجديد، وأن يُدرّس لأبنائنا كيف أن شعباً عظيماً بالإرادة، استطاع أن يُسقط طاغية دمشق.

تحية لكل سوري ناضل وجاهد في سبيل الحرية وتحرير بلده وشعبه.

تحية لكل أم ربّت أبناءها على حب الوطن.

تحية لكل طفل رسم علم الثورة على جدران الخوف.

تحية لكل من رابط على الثغور، وفرّ وكرّ وخطط ونفّذ

تحية لكل سوري وسورية في الداخل والمهجر، همّهم الوحيد اليوم أن تبقى سورية حرة، عزيزة، موحدة.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع