يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام انعقاد الدورة السادسة والعشرين للجنة النقل واللوجستيات التابعة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) في مدينة دمشق يومي 25–26 تشرين الثاني 2025.
حيث نرى أن استضافة هذا الاجتماع بعد غياب طويل عن المشهد الإقليمي تمثل مناسبة مهمة لإعادة فتح قنوات التعاون الفني والاقتصادي مع الدول العربية، وتتيح فرصة عملية لمناقشة محاور حيوية تتعلق بالرقمنة في أنظمة النقل، وتيسير التجارة الرقمية، والنقل المستدام، وخطة عقد الأمم المتحدة للنقل 2026–2035.
يرى تيار المستقبل السوري أن استعادة سورية لمكانها في منتديات إقليمية متخصصة يجب أن تُقاس بمدى قدرتها على تحويل الحضور الدبلوماسي إلى نتائج ملموسة تخدم المواطنين. في ظل التحديات الاقتصادية والبنية التحتية المتراكمة، فإن أي انخراط إقليمي ينبغي أن يواكبه برنامج وطني واضح لإعادة تأهيل قطاع النقل، وتحسين السلامة المرورية، وتعزيز الربط الداخلي والإقليمي بطريقة تضمن منافع اجتماعية واقتصادية عادلة.
يرى تيار المستقبل السوري أن الأولويات الوطنية التي ينبغي أن ترافق الاستضافة هي:
- ترجمة التوصيات إلى مشاريع تنفيذية: يجب أن تُتبع المناقشات بخطط تنفيذية محددة زمنياً وميزانياً، تركز على مشاريع قابلة للتنفيذ خلال 12–36 شهراً في مجالات الطرق الحيوية، النقل العام، والربط السككي واللوجستي.
- الشفافية والمساءلة في التمويل والإدارة: ندعو إلى اعتماد آليات شفافة لإدارة تمويل مشاريع النقل، تشمل نشر خطط التمويل، وعقود التنفيذ، وآليات الرقابة والمراجعة المالية.
- إشراك القطاع الخاص والمجتمع المحلي: نجاح مشاريع النقل يتطلب شراكات فاعلة مع القطاع الخاص المحلي والمستثمرين، ومشاركة المجتمعات المحلية في تصميم الحلول لضمان استدامتها وقبولها.
- بناء القدرات المحلية: نؤكد على ضرورة برامج تدريبية متخصصة للعاملين في قطاع النقل واللوجستيات، تشمل مهارات إدارة المشاريع، الرقمنة، وصيانة البنى التحتية.
- التركيز على النقل المستدام والسلامة المرورية: يجب أن تكون سياسات النقل الجديدة متوافقة مع معايير الاستدامة وتقليل الانبعاثات، ومع خطط عملية للحد من حوادث المرور وتحسين أنظمة جمع البيانات المتعلقة بها.
- آليات لتقاسم المنافع: في حال شملت المشاريع موارد أو عائدات اقتصادية، ينبغي وضع آليات عادلة لتقاسم المنافع بين المركز والمناطق المتأثرة، مع ضمانات لحماية الفئات الضعيفة.
يدعو تيار المستقبل السوري الحكومة والجهات المعنية في وزارة النقل والمؤسسات المحلية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني إلى استثمار انعقاد دورة الإسكوا في دمشق كمنصة لإطلاق حوار وطني فاعل حول أولويات قطاع النقل. كما يدعو تيار المستقبل السوري الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تقديم دعم فني ومالي مشروط بشفافية التنفيذ واحترام سيادة القرار الوطني ومصلحة المواطنين.
يعلن تيار المستقبل السوري استعداده لتقديم مساهمات بحثية وفنية تشمل دراسات جدوى مبدئية، ونماذج لإدارة المشاريع، وبرامج تدريبية لبناء القدرات المحلية، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان تحويل توصيات الدورة إلى مشاريع تخدم التنمية المستدامة وتحسن جودة حياة المواطنين.
يؤمن تيار المستقبل السوري أن استعادة سورية لمجال التعاون الإقليمي في موضوعات فنية واقتصادية تمثل فرصة يجب استثمارها بحكمة ومسؤولية.
كما نؤكد أن الطريق إلى إعادة الإعمار والازدهار يمر عبر سياسات عملية، وشفافة، ومشاركة مجتمعية حقيقية، وأن أي تقدم دبلوماسي يجب أن يقابله تقدم ملموس على الأرض يخدم مصالح الشعب السوري.