توقيع عقود سورية–أردنية في تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني

يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام التطورات التي شهدتها العاصمة دمشق يوم 21 تشرين الثاني 2025، حيث جرت مراسم توقيع عدد من عقود الشراكة بين مؤسسات وشركات سورية ونظيراتها الأردنية في مجالات تكنولوجيا المعلومات، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وذلك على هامش أعمال الملتقى السوري–الأردني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومعرض "سيريا هايتك" المنعقدين في دمشق.

يقرّ تيار المستقبل السوري بأن هذا الانفتاح التقني الإقليمي يمثل فرصة مهمة لإعادة بناء قدرات قطاع الاتصالات والتقنية في سورية، ويسجل ما يلي من ملاحظات ومواقف مبنية على مصلحة الوطن والمواطنين:

  1. الفرصة التنموية: نعتبر توقيع عقود التعاون مع الأردن خطوة إيجابية يمكن أن تسهم في تسريع التحول الرقمي، وتطوير البنية التحتية للاتصالات، وتعزيز خدمات الإنترنت عالية السعة، ما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وفرص العمل.
  2. أولوية الأمن السيبراني وحماية البيانات: مع توسع الاعتماد على الأنظمة الرقمية، يجب أن تكون حماية البنية التحتية الرقمية وخصوصية بيانات المواطنين أولوية وطنية لا مساومة عليها.
  3. الشرط الوطني للسيادة والشفافية: فأي شراكات أو عقود دولية يجب أن تُبرم ضمن إطار يحفظ سيادة القرار الوطني ويضمن الشفافية في شروط التمويل والتنفيذ وإدارة الموارد التقنية.
  4. دور القطاع الخاص والمجتمع المدني: إن نجاح مشاريع التحول الرقمي يتطلب مشاركة فاعلة للقطاع الخاص المحلي، مؤسسات البحث والتطوير، ومنظمات المجتمع المدني لضمان حلول ملائمة وذات أثر اجتماعي إيجابي.

لكل ماسبق يوصي تيار المستقبل السوري بمايأتي:

  1. إقرار إطار قانوني لحماية البيانات والأمن السيبراني: وضع تشريعات واضحة ومعايير فنية وطنية لحماية البيانات الشخصية والبنى التحتية الحيوية، تتوافق مع المعايير الدولية وتحمي الحقوق الرقمية للمواطنين.
  2. آليات شفافة للعقود والتمويل: نشر ملخصات عقود الشراكة، ومصادر التمويل، وجداول زمنية للتنفيذ، مع آليات رقابة مستقلة تضمن محاسبة واضحة وفعالة.
  3. خطة وطنية لبناء القدرات: إطلاق برامج تدريبية وطنية متخصصة في الأمن السيبراني، هندسة الشبكات، وإدارة البيانات، تستهدف الكوادر الحكومية والقطاع الخاص والشباب التقني.
  4. دعم الشركات المحلية والابتكار: تفضيل الشراكات التي تتضمن نقل تقنية وبناء قدرات محلية، وتقديم حوافز للشركات الناشئة السورية للمشاركة في تنفيذ المشاريع وصيانتها.
  5. ضمانات للخصوصية وحقوق المستخدمين: اعتماد سياسات شفافة لاستخدام البيانات، وآليات طعن ومراجعة، وحماية من أي استخدام ينتهك الحريات الأساسية أو يعرّض المواطنين للمخاطر.
  6. تنسيق إقليمي متوازن: دعوة الشركاء الأردنيين والإقليميين إلى احترام سيادة القرار الوطني، وتقديم دعم فني وتقني مشروط بالشفافية وبما يخدم مصالح الشعب السوري.

يدعو تيار المستقبل السوري الحكومة السورية، وبالخصوص وزارة الاتصالات والجهات الرقابية، والقطاع الخاص، والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني إلى استثمار هذه الفرصة في وضع خارطة طريق وطنية للتحول الرقمي تُترجم التوقيعات إلى مشاريع ملموسة تخدم التنمية وتراعي الأمن والحقوق.

كما يدعو تيار المستقبل السوري الشركاء الإقليميين إلى التعاون البنّاء الذي يضمن نقل المعرفة وبناء القدرات المحلية بدلاً من الاعتماد المطلق على مزوّد خارجي.

يعلن تيار المستقبل السوري استعداده لتقديم دعم فني وبحثي، والمساهمة في صياغة أطر تشريعية وفنية، وإعداد برامج تدريبية ومشروعات نموذجية تُظهر أثر السياسات الرقمية على تحسين الخدمات وفرص العمل.

يؤكد تيار المستقبل السوري أن أي تقدم في مجال التكنولوجيا والاتصالات يجب أن يُقاس بمدى قدرته على تحسين حياة المواطنين، وحماية الحقوق، وتعزيز سيادة الدولة. وإن تيار المستقبل السوري سيواصل متابعة تنفيذ الاتفاقات المقترنة بهذه الشراكات ويطالب بمساءلة واضحة وشفافة لضمان أن تكون الفوائد وطنية وموزعة بعدالة.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع