يؤكد تيار المستقبل السوري، بمناسبة اليوم العالمي للتلفاز الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 21 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام بموجب القرار A/RES/51/205، أنّ الوعي الإعلامي يشكّل أحد أعمدة الانتقال السياسي في سورية، وأحد المفاتيح الأساسية لبناء الدولة الوطنية الحديثة القائمة على المعرفة، وسيادة القانون، والمواطنة المتساوية.
يرى تيار المستقبل السوري أنّ التحولات العالمية التي أعقبت نهاية القرن العشرين، وما حملته من انتقالات من البث التقليدي إلى الفضاء الرقمي، قد جعلت التلفاز اليوم جزءاً من منظومة اتصالية واسعة تتداخل فيها السرديات، وتتعدد فيها مصادر الحقيقة، وتتقاطع فيها التمثيلات بين الواقع والخطاب.
ومن هذا المنظور يصبح التلفاز فضاءً عاماً لإنتاج المعنى وتشكيل الوعي وإعادة بناء المخيلة الوطنية.
يرى تيار المستقبل السوري أنّ بناء إعلام تلفزيوني جديد يتطلب تجاوز النموذج الدعائي الذي ساد لعقود، والانتقال إلى منظومة إعلامية تشاركية مفتوحة، تسمح بتعدد الأصوات، وتحتفي بالاختلاف، وتستند إلى المهنية والشفافية، وتخضع لبيئة تشريعية عادلة ومستقلة.
يشدّد تيار المستقبل السوري على أهمية التلفاز في إعادة صياغة السردية الوطنية الجامعة، وتقديم رواية سورية حديثة تتجاوز الانقسام، وتعالج جراح الحرب، وتساهم في تعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة قيد التشكل.
يرى تيار المستقبل السوري ضرورة دمج التلفاز ضمن البنى الاتصالية العابرة للمنصات، بما يعكس الواقع التواصلي الجديد الذي يشارك فيه المواطن بوصفه منتجاً للمعلومة لا متلقياً لها فحسب، وبما يتيح الأعلى من التفاعل والمساءلة والانفتاح.
يؤكّد تيار المستقبل السوري الحاجة الملحّة لتعزيز التربية الإعلامية لدى الجمهور، وتطوير مهارات النقد والتحقق ومواجهة التضليل، بما يحصّن المجتمع ويعزز مشاركة المواطنين في الرقابة والمساءلة العامة.
ينظر تيار المستقبل السوري إلى الإعلام المحلي بوصفه أحد أعمدة اللامركزية الخدمية والوطنية، وأداة لربط المجتمع بالمؤسسات الانتقالية، وتمكين المحافظات من رواية قصصها وإبراز احتياجاتها.
إن تيار المستقبل السوري يعيد التذكير بأن إعادة بناء الحقل الإعلامي، وبخاصة التلفاز، هو خطوة تأسيسية في مشروع الدولة السورية الجديدة، دولة تتجاوز سردية السلطة الأحادية، وتحتفي بالتعدد، وتؤمن بأن الحقيقة تُبنى عبر الحوار لا الفرض، وعبر المعرفة لا الدعاية.