يرى تيار المستقبل السوري أنّ توقيع وزارة الخارجية والمغتربين في سورية مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة بتاريخ 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، والخاصة بتدريب الدبلوماسيين السوريين ورفع قدراتهم المهنية، يشكّل خطوة إيجابية في مسار استعادة مكانة الدبلوماسية السورية ضمن منظومة العلاقات الدولية الحديثة، وفي إطار التحولات الجارية في الحوكمة الوطنية خلال المرحلة الانتقالية.
يؤكد تيار المستقبل السوري أنّ تعزيز التعاون المؤسساتي مع الأمم المتحدة، ولا سيما في المجالات المعرفية والمهنية، يمثل استراتيجية ضرورية لبناء دولة سورية الجديدة، دولة تقوم على كفاءة مؤسساتها، وجدّية انفتاحها، وقدرتها على التفاعل مع النظام الدولي وقواعده وقيمه المشتركة.
يرى تيار المستقبل السوري أنّ دعم الأمم المتحدة للمعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية يعبّر عن اعتراف دولي بالحاجة إلى تطوير مهارات الكادر الدبلوماسي السوري، وربطه بالمعايير العالمية للعمل الخارجي، بما يمكّن سورية من استعادة دورها الطبيعي في محيطها الإقليمي والدولي.
يوضح تيار المستقبل السوري أنّ اعتماد برامج تدريبية حديثة تعتمد التطبيق والتفاعل، وتتبنى منهجية تدريب المدربين، ينسجم مع متطلبات بناء جهاز دبلوماسي ريادي قادر على نقل الخبرة وتطويرها داخل المؤسسات الوطنية، بما يعزز استقلالية الكادر الوطني وكفاءته على المدى الطويل.
يؤكد تيار المستقبل السوري الحاجة إلى إعادة تصور الدبلوماسية السورية بوصفها أداة لصياغة السياسات العامة، ورواية قصة سورية الجديدة، والانفتاح على العالم، وتطوير شراكات فعّالة تتجاوز الأطر التقليدية باتجاه مقاربات حديثة تقوم على الدبلوماسية الوقائية، والدبلوماسية الاقتصادية، والدبلوماسية الرقمية، ووتمكين الشباب من العمل الخارجي.
يشدّد تيار المستقبل السوري على أن الارتباط المؤسسي مع المنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، عملية اندماج تدريجي في النظام الدولي وقواعده، وتعزيز لالتزام سورية بالمسؤوليات المشتركة في السلم والأمن والتنمية وحقوق الإنسان، وهنا يؤكد تيار المستقبل السوري بأن الدولة الحديثة لا تُبنى بالانعزال، بل عبر الحضور الفاعل في الساحة الدولية، وتبنّي معايير الشفافية والتكامل والتعاون عبر الحدود.
يرحّب تيار المستقبل السوري بالتوسّع المتزايد في شراكات المعهد الدبلوماسي، سواء مع الأمم المتحدة أو المؤسسات الإقليمية مثل معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، ويرى في ذلك رصيداً استراتيجياً يمهّد لنهضة دبلوماسية جديدة تعكس تطلعات الشعب السوري نحو الاستقرار، والاندماج الإيجابي في محيطه العربي والدولي.
إن تيار المستقبل السوري يثمّن هذه المذكرة كخطوة تأسيسية في مسار طويل من التعاون مع المنظمات الدولية، ويدعو إلى استمرارها وتوسيعها لتشمل إصلاح البنى المؤسساتية، وتعزيز المهنية، وتكريس حضور سورية في المشهد الدولي بصفتها دولة حديثة، منفتحة، ومسؤولة.