تقرير لجنة التحقيق الوطنية في أحداث السويداء

يتابع تيار المستقبل السوري باهتمام وحرص وطني بالغ التقرير الصادر عن لجنة التحقيق الوطنية في أحداث السويداء، والمنشور عبر عدد من وسائل الإعلام الوطنية بتاريخ 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، والذي أعلن عن توقيف عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية على خلفية مخالفات مثبتة، وإحالتهم إلى القضاء المختص، بعد جمع أكثر من 800 إفادة ميدانية وتوثيق الأدلة من مواقع الأحداث، إضافة إلى نفي اللجنة لوجود مقاتلين أجانب أو أي خطاب كراهية ممنهج في المحافظة.

وإذ يؤكد تيار المستقبل السوري أن هذه الخطوة تندرج ضمن المسار الوطني لبناء الثقة وترسيخ العدالة، فإنه يشير إلى أن موقفه اليوم يأتي امتدادا للموقف الذي عبّر عنه في بيانه السابق الصادر بتاريخ 27 آب/أغسطس 2025 بعنوان “لجنة التحقيق في أحداث السويداء”، والذي شدّد فيه التيار على ضرورة كشف الحقائق كاملة وضمان عدم تسييس التحقيق أو التأثير على مساره المهني.

يرى تيار المستقبل السوري أن ما ورد في التقرير يمثل تقدّما ملموسا في اتجاه ترسيخ الشفافية والمساءلة داخل مؤسسات الدولة، ويعكس إدراكا رسميا بأن سيادة القانون هي الركيزة الأساسية لبناء الدولة السورية الجديدة.

كما يثمّن تيار المستقبل السوري شجاعة اللجنة في توثيق الانتهاكات ومحاسبة المتورطين مهما كانت مواقعهم الوظيفية، معتبرا ذلك خطوة ضرورية نحو استعادة ثقة المواطنين بمؤسساتهم الوطنية.

يؤكد تيار المستقبل السوري ضرورة استكمال التحقيق بصورة أشمل وأكثر استقلالية، بما يشمل الوصول إلى جميع المواقع والأرشيفات ذات الصلة، وضمان تعاون جميع الأجهزة الإدارية والأمنية والقضائية دون استثناء، إضافة إلى إمكانية الاستعانة بخبرات دولية مستقلة تعزّز مهنيته وصدقيته.

يرى تيار المستقبل السوري أن نفي اللجنة لوجود خطاب كراهية منظّم هو خطوة إيجابية، لكنها غير كافية بمفردها لمعالجة آثار الأحداث على النسيج الاجتماعي.

ويشدّد تيار المستقبل السوري على أن المرحلة تتطلّب تعزيز الحوار الوطني بين مختلف الفئات والمكونات في السويداء، بما يمنع الاستثمار السياسي أو الإعلامي في أي حادثة فردية، ويحصّن المجتمع ضد محاولات بث الفرقة أو التشكيك في وحدة الوطن، ويكرّر التيار دعوته إلى تبنّي مقاربات احتوائية في التعامل مع الأزمات، تُعلي من شأن المعالجة الاجتماعية والاقتصادية، وتوفّر آليات إنذار مبكر تمنع تكرار الأحداث أو تطوّرها.

يرى تيار المستقبل السوري أن هذه الأحداث المؤلمة يمكن أن تتحول إلى فرصة وطنية لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، عبر:

  • إطلاق برامج إعمار وتنمية اقتصادية مستدامة في محافظة السويداء، تعالج التهميش وتعيد الحيوية لاقتصادها المحلي.
  • دعم مبادرات التربية المدنية التي تزرع قيم العدالة، والتسامح، واحترام القانون بين الشباب.
  • تطوير منظومة العدالة الانتقالية على المستوى الوطني، بما يضمن لأهالي السويداء وسائر السوريين حقهم في الحقيقة والإنصاف.
  • تعزيز دور المجالس المحلية المنتخبة في المشاركة بصياغة السياسات المحلية، ضمن رؤية سورية تقوم على اللامركزية الوطنية المتدرجة التي تعكس إرادة المواطنين وتحفظ وحدة البلاد.

يؤكد تيار المستقبل السوري التزامه الثابت بالمساهمة الفاعلة في بناء سورية موحّدة، آمنة، عادلة، وديمقراطية، تقوم على المصالحة الوطنية وسيادة القانون. ويدعو جميع القوى الوطنية والمجتمعية إلى اعتبار ما جرى محطة للعمل المشترك نحو مستقبل يرسّخ السلم الأهلي، ويمنع توظيف الأحداث لخدمة أجندات ضيقة أو خارجة عن المصلحة الوطنية العليا.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع