تحذيرات أوتشا من تراجع المساعدات الإنسانية في جنوب سورية

يتابع تيار المستقبل السوري بقلق بالغ التحذيرات الصادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) بشأن فقدان نحو 70٪ من المستفيدين في جنوب سورية للمساعدات الإنسانية خلال شهر تشرين الأول، نتيجة النقص الحاد في التمويل وصعوبات الوصول اللوجستي.
حيث يُعد هذا التراجع مؤشراً خطيراً على هشاشة الواقع الإنساني، خصوصاً في محافظات السويداء ودرعا وريف دمشق، في مرحلة وطنية حساسة تتطلب أعلى درجات المسؤولية والتنسيق.

إن تيار المستقبل السوري وانطلاقاً من رؤيته الوطنية العابرة للمناطق والولاءات، يرى أن تعاظم الفجوة الإنسانية في جنوب البلاد يهدد ركائز الاستقرار المجتمعي في المرحلة الانتقالية، ويعيق جهود بناء إدارة مدنية رشيدة قادرة على توفير الخدمات وتمكين المجتمعات المحلية.

يرى تيار المستقبل السوري ما يلي:

أولاً: خطورة الاعتماد المفرط على التمويل الخارجي دون بناء مسارات وطنية موازية، إذ تراجع تمويل خطة الاستجابة الإنسانية إلى نحو ربع قيمتها السنوية يؤكد ضرورة الانتقال من الاعتماد المطلق على التمويل الدولي إلى مقاربة سورية تشاركية، تستند إلى تمكين المجتمع المدني والمنظمات المحلية، وتعزيز قدراتها الفنية واللوجستية، بما يسمح بإطلاق دور وطني مستقل في حماية الأمن الغذائي والخدمي للمجتمعات.

ثانياً: الحاجة إلى إدارة إنسانية شفافة تتكامل مع أهداف المرحلة الانتقالية، حيث يدعو التيار إلى إنشاء منصة وطنية مستقلة للمتابعة الإنسانية، تضم ممثلين عن المجتمع المدني والإدارات المحلية وشركاء دوليين، تكون مهمتها:

١- مراقبة تدفقات المساعدات الإنسانية.
٢- ضمان العدالة في التوزيع بين المحافظات.
٣- تقديم بيانات دقيقة لصنّاع القرار.
وذلك انسجاماً مع مبدأ الشفافية الذي تتطلبه إعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات في المرحلة الحالية.


ثالثاً: ربط الاستجابة الطارئة بمشروعات التعافي المبكر، فإن استمرار تقديم الغذاء أو الطحين أو دعم شبكات المياه أمر ضروري، لكنه لا يكفي لبناء مستقبل آمن لسورية. وعليه يؤكد التيار ضرورة تحويل جزء من التمويل الدولي نحو إصلاح البنية التحتية الأساسية (مياه، كهرباء، صرف صحي)، ودعم سبل العيش المحلية، وتأهيل شبكات الخدمات العامة.
بوصف هذه المشاريع ركيزة للاستقرار المجتمعي في أي انتقال سياسي مستدام.

رابعاً: تعزيز الأمان البشري كشرط لتوسع العمل الإنساني، وهنا يشير التيار إلى أن تكرار الإصابات الناجمة عن المخلفات القابلة للانفجار في مناطق الجنوب يُعد عائقاً مركزياً أمام وصول المساعدات.

وعليه يدعو تيار المستقبل السوري إلى خطة وطنية–دولية مشتركة لإزالة مخلفات الحرب، تتكامل مع برامج التوعية المجتمعية، بوصفها خطوة ضرورية لحماية المدنيين وتأمين بيئة آمنة للمنظمات الإنسانية.

ولكل ما سبق، يقترح تيار المستقبل السوري:

  1. دعوة عاجلة للمانحين الدوليين لزيادة التمويل المخصص لجنوب سورية، مع اعتماد آليات رقابة حقيقية تضمن إيصال الدعم لمستحقيه.
  2. تمكين المنظمات المدنية المحلية في الجنوب عبر التدريب والتمويل المباشر، بما يعزز دورها في إدارة الاستجابة الإنسانية.
  3. إطلاق خطة وطنية للتعافي المبكر تستند إلى رؤية شاملة للمرحلة الانتقالية، تتضمن إعادة تأهيل البنى الحيوية والخدمات الأساسية.
  4. إنشاء مرصد وطني للمساعدات الإنسانية يعمل على توثيق فجوات التمويل والاستجابة، ويُعد مرجعاً للسياسات الوطنية.
  5. تعزيز التنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتطوير برامج مشتركة تعالج الفجوات الإنسانية وتدعم الاستقرار المجتمعي.

يؤكد تيار المستقبل السوري أن معالجة التحديات الإنسانية في الجنوب هي جزء أصيل من مشروع بناء الدولة السورية الجديدة، دولة تستند إلى المواطنة والعدالة والشفافية، وتضع الإنسان أولاً في كل مسارات المرحلة الانتقالية.

ويجدد تيار المستقبل السوري التزامه بالعمل مع شركائه المحليين والدوليين لضمان ألا تُترك أي منطقة أو فئة سورية خلف الركب في طريق الاستقرار والعدالة والتنمية.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع