يرحب تيار المستقبل السوري بإطلاق برنامج دعم موجه لسورية تحت مظلة لجنة التعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (كومسيك)، الذي أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باعتباره خطوة إيجابية نحو إعادة بناء العلاقات الاقتصادية والتنموية الإقليمية على أسس من التعاون واحترام السيادة الوطنية.
إننا في تيار المستقبل السوري نرى في هذا الإعلان مؤشرا على دخول الملف السوري مرحلة جديدة، عنوانها الانتقال من الدعم الإنساني الطارئ إلى الدعم التنموي المستدام الذي يشارك في صياغته المجتمع الدولي ومنظومة التعاون الإسلامي.
ويعكس هذا التحول اعترافا متزايداً بشرعية الحكومة السورية الانتقالية ومكانتها المتنامية في النظامين العربي والإسلامي.
وفي الوقت الذي يثمّن فيه تيار المستقبل السوري الدور التركي ضمن هذا الإطار الجماعي، فإننا نؤكد أن صون السيادة الوطنية ووحدة التراب السوري يبقيان معيارا حاسما في أي شراكة إقليمية أو دولية.
فالتعاون مع الأشقاء يجب أن يقوم على مبدأ الندية والاحترام المتبادل، لا على أي شكل من أشكال الوصاية أو التبعية.
يشدد تيار المستقبل السوري على ضرورة أن تكون برامج الدعم التنموي خاضعة للمؤسسات الوطنية السورية، وبإشراف حكومي مباشر يضمن الشفافية والتوزيع العادل للمشروعات في جميع المناطق دون تمييز. فإعادة بناء الدولة لا يمكن أن تتم إلا عبر تمكين الداخل السوري وإعادة الاعتبار للإنسان السوري كفاعل في عملية التنمية.
يعتبر تيار المستقبل السوري هذه الخطوة فرصة استراتيجية لتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، وبداية لعهد جديد من الشراكات الإسلامية والعربية المتوازنة، التي تنقل سورية من زمن الحرب إلى زمن البناء والازدهار المشترك.
ويبقى الأمل أن تُترجم هذه المبادرات إلى مشاريع فعلية تخدم المواطن السوري وتُعيد الثقة بمستقبل الدولة السورية الحرة، المستقلة، المنفتحة على محيطها العربي والإسلامي.