وصول أول باخرة تجارية مباشرة من الصين إلى مرفأ طرطوس

في خطوة تاريخية على صعيد التعاون التجاري بين سورية وجمهورية الصين الشعبية، استقبل مرفأ طرطوس يوم الأحد 26 تشرين الأول 2025، أول باخرة تجارية مباشرة من الصين، الباخرة "Queen Vivian"، محملة بأكثر من 16 ألف طن من الحديد والمعدات المتنوعة (syria.tv).

يُرحب تيار المستقبل السوري بهذه الخطوة التي تُسهم في تعزيز البنية التحتية اللوجستية لسورية، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون التجاري المباشر مع الشركاء الدوليين، بما يقلل الاعتماد على الوسطاء ويُسرّع من حركة الاستيراد والتصدير، ويُسهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.

يرى تيار المستقبل السوري أن لهذه الباخرة رمزية استراتيجية خاصة تدل على قدرة سورية على فتح مسارات تجارية مباشرة تعكس جزءً من سيادتها الاقتصادية، وتعيد توجيه الاقتصاد الوطني نحو التنمية المستدامة وتعزيز الصناعات المحلية.
فاستغلال هذه الفرص بشكل حكيم يمكن أن يدعم مشاريع البناء والصناعات التحويلية، ويخلق فرص عمل للشباب، ويعزز من قدرة الدولة على توجيه الموارد لخدمة المواطنين، خاصة الطبقات الهشة والمناطق المهمشة.

على الصعيد السياسي، يُعبر تيار المستقبل السوري عن ارتياحه لما يمثله هذا الحدث من إشارة إيجابية لتوازن النفوذ الدولي، إذ يُظهر قدرة سورية على إقامة شراكات متوازنة مع القوى العالمية دون أن تكون رهينة لأي طرف، ويدعم موقع الدولة السورية كلاعب فاعل في الاقتصاد الإقليمي والدولي.

ومن منظور استراتيجي، يرى تيار المستقبل السوري أن تطوير مرفأ طرطوس ليصبح مركزا لوجستيا إقليميا متقدما يُعد خطوة مهمة نحو بناء سورية المستقبل، اقتصاداً قوياً مستقلاً ومفتوحاً على العالم، دون التفريط بسيادة القرار الوطني.

ويؤكد تيار المستقبل السوري على ضرورة أن تكون كل المبادرات التجارية مصحوبة بآليات شفافية ومساءلة، لضمان أن تعود الفوائد مباشرة على الشعب السوري، وتُسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة.

كما يشدد تيار المستقبل السوري على أهمية توظيف الخبرة الدولية بشكل انتقائي وذكي، بحيث تستفيد سورية من الخبرات الفنية والتمويلية دون الانزلاق نحو الوصاية أو فرض شروط قد تقوض سيادة القرار الوطني، وذلك عبر استراتيجية تفاوضية واضحة:

  1. وضع رؤية وطنية محددة قبل أي تفاوض، تحدد أولويات البلاد وخطوطها الحمراء.
  2. صياغة خطاب اقتصادي يربط بين النمو والكفاءة من جهة، والعدالة الاجتماعية وحماية المواطنين من جهة أخرى.
  3. إنشاء فرق تفاوض وطنية تضم خبراء داخليين وخارجيين لتقديم مقترحات مهنية دقيقة، ويمكن لتيار المستقبل السوري أن يساهم بإنشاء هذه الفرق.
  4. التعامل مع البنك الدولي أو الشركاء التجاريين على أساس شراكات قطاعية محددة، مع تقييم مستمر قبل الانتقال لمراحل أوسع.
  5. التأكيد على أن أي استثمار أجنبي أو قرض دولي يجب أن يعود بالنفع المباشر على الاقتصاد الوطني والطبقات الاجتماعية الأضعف.

إن تيار المستقبل السوري يرى في هذا الحدث فرصة استراتيجية لبناء اقتصاد سوري قوي ومستدام، يعتمد على السيادة الوطنية، ويوازن بين الانفتاح على الأسواق العالمية وحماية مصالح المواطنين، ويضع العدالة الاجتماعية في قلب أي سياسات اقتصادية مستقبلية.

شاركها على:

اقرأ أيضا

إعادة تكوين الإنسان العربي: من التهميش إلى الولادة الجديدة

التحديات التي تواجه الإنسان العربي وكيف يمكن إعادة تكوينه من التهميش إلى التحول الإيجابي.

4 ديسمبر 2025

أنس قاسم المرفوع

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية في مرحلتي ما قبل وبعد سقوط نظام الأسد

واقع تجارة المخدرات وتعاطيها في سورية قبل وبعد سقوط نظام الأسد وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع.

4 ديسمبر 2025

إدارة الموقع